البلاد - لطيفة.ب - أرجأت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء الجزائر، أمس، محاكمة المتورطين في التفجيرات الإرهابية التي استهدفت قصر الحكومة يوم 11 أفريل 2007، إلى الدورة الجنائية القادمة، حيث سيمثل 6 متهمين لمواجهة التهم التي تزامنت أحداثها مع تفجيرات موازية هزت مقرات المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية والدرك الوطني بباب الزوار، وتولى تنفيذها الإنتحاريان ”معاذ بن جبل”، ” أبو ساجدة” و«أبو دجانة” المنتمين لكتيبة الأرقم المنضوية تحت لواء ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بواسطة مركبات مفخخة.
ويضم أصل الملف 22 متهما في مقدمتهم ”عبد المالك درودكال”، أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث طالت المتابعة القضائية 13 متهما، بينهم، الإرهابي ”بودربالة خالد” أمير سرية ”الأثخان” المخطط للتفجيرات، وكذا المتهمين الستة في قضية الحال الذين ينشطون ضمن كتيبة الأرقم الناشطة بمنطقة بني داود بمدينة الثنية بولاية بومرداس التي تنشط تحت لواء ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ممن كشفت التحريات ضلوعهم في التفجيرات المروعة التي تعود أحداث أولها إلى حدود الساعة العاشرة صباحا و50 دقيقة من تاريخ 11 أفريل 2007، حين وقع هجوم بواسطة سيارة مفخخة من نوع هيونداي ”آش 100” نفعية عند مدخل قصر الحكومة، ما خلف 20 قتيلا و222 جريحا، فضلا عن خسائر مادية معتبرة في مباني رسمية وعمومية، فضلا عن سكنات المواطنين ومركباتهم وكذا مركبات تابعة لهيئات رسمية.
ولم تمضي لحظات قليلة إلا ووقع هجوم إرهابي ثاني بواسطة سيارة مفخخة من نوع ”رونو اكسبراس” استهدف مقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية بباب الزوار، وبعد 16 دقيقة وقع هجوم ثالث بواسطة سيارة مفخخة بالقرب من مقر الدرك الوطني بباب الزوار بواسطة سيارة نفعية من نوع ”شانا”، ما خلف 12 قتيلا و131 جريحا، فضلا عن خسائر مادية معتبرة طالت مباني ومركبات هيئات رسمية ومدنية، لتولى فرقتي مكافحة الإرهاب والتحريض للمقاطعة الشرقية وناحية الوسط تحرياتهما، قبل أن تتلقى قاعة العمليات لأمن ولاية الجزائر نداء يفيد بوجود سيارة مشبوهة من نوع ”مارسيدس” زرقاء اللون مركونة بشارع جنان المليك بحيدرة، ولدى تنقل الفرقة المختصة ومعاينتها تبين أنها مفخخة بمواد متفجرة متصلة بأسلاك كهربائية وهاتف نقال ليتم تفكيكها دون إحداث ضرر. وكشفت التحريات الأمنية أن هذه السيارة هي ملك للمدعو (أ.أ) وهو طبيب أسنان كان قد باعها بقيمة 74 مليون لشخصان وأنهى عملية الاكتتاب على مستوى مصالح بلدية الجزائر الوسطى، ولدى استجوابه، كشف عن الشاريين وتعرف عليهما من خلال الصور المقدمة له ويتعلق الأمر بالمتهم (م.خالد) و(ع.سمير).
وعلى إثرها تنقلت الضبطية القضائية إلى مقر مسكن المتهم الأول بباش جراح ليتبين أنه غادر مسكنه صبيحة باتجاه معاقل الجماعات الإرهابية وأنه التحق بشقيقه (م.حمزة) الذي استبقه في الالتحاق بالجماعات الإرهابية شهر فيفري 2007. موازاة مع ذلك تم التنقل إلى مقر مسكن (ع.سمير) ببلدية الأخرية من أجل تفتيشه وهو صديق (ح.سليم) الذي تعرف عليه بسجن البرواڤية، وعلى إثرها تم توقيف (ح.سليم) بمسكنه الكائن بحي القصر الأحمر ببلدية الكاليتوس، مؤكدا أنه فعلا يعرف (ع.سمير) المكنى ”بلعيد” بعدما تعرف عليه بسجن البرواڤية قبل انقضاء محكوميته عام 2003 بعد استفادته من تدابير الرحمة وتوطدت العلاقة بينهما بعد خروجه من السجن وظل بعدها يتبادل معه زيارات عائلية، وأفاد أن (ع.سمير) ولدى مبيته عنده بتاريخ ليلة التفجيرات أخبره بأنه اقتنى رفقة (م.خالد) سيارة من نوع ”مارسيدس” التي سوف تفخخ بمتفجرات دون تحديد الموقع ليغادر صبيحة اليوم الموالي وبالضبط في حدود الساعة السادسة صباحا، ليتصل به في حدود الساعة التاسعة صباحا ليخطره بأنه لم يلتحق بالجماعات الإرهابية وأنه سوف يعود للمبيت عنده ثم اتصل به مجددا يبلغه بعدم مجيئه، ولدى عودته إلى منزله أخطرته زوجته أن (ع.سمير) اتصل به هاتفيا لإخباره بأن السيارة لم تنفجر وأنه كلفها بالاتصال بأهله وإخبارهم أنه التحق بالجماعات الإرهابية.