
أبلغت مصادر أمنية “البلاد” أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت طلبا رسميا للسلطات الجزائرية للحصول على معلومات أمنية وافية حول خلايا التجنيد التابعة لتنظيم “داعش” والتي نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيكها عبر ولايات الوطن بينها الجزائر العاصمة.
وجاء تقديم الطلب ـ حسب المصدر نفسه ـ خلال انعقاد الدورة الرابعة للحوار الأمني الجزائري الأمريكي مؤخرا بواشنطن، حيث تم بحث مسألة التهديدات التي يشكلها تنظيم “داعش” والفروع التابعة له والخلايا المرتبطة به. وأشارت المصادر، إلى أن المطلب الأمريكي يندرج ضمن محور الاتصال والتنسيق الذي يربط واشنطن بالعاصمة الجزائر في إطار مكافحة الإرهاب ومشاركة الجزائر في الجهود الدولية ضد “داعش”، من خلال تبادل المعلومات والتنسيق الاستخباراتي مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأحرزت السلطات الأمنية مؤخرا تقدما ملموسا في سياق إعلان الحرب على خلايا تجنيد بينت التحريات ارتباطها بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد جددت في العديد من المناسبات ثقتها في الجزائر كشريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب، كما تذهب عدة مؤشرات إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، تثق في دقة تقارير الأجهزة الأمنية الجزائرية، التي اكتسبت خبرة كبيرة في مجال متابعة وملاحقة الجماعات الإرهابية منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وتوصّل الجزائريون مع الأمريكيين إلى اتفاق لمواجهة “داعش” في فرعه المحتمل في المغرب العربي ومنطقة الساحل. وجاء ذلك كردّ جزائري على طلب قدمته واشنطن للجزائر للمساعدة أمنيا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار جهد عسكري دولي. وأفاد المصدر بأن موقف الجزائر من المسألة معروف، لكن الجديد في الموضوع هو أن الجزائر لن تموّل أي عمليات عسكرية، كما أنها أكدت أنها لم تنفذ عمليات أمنية ضد التنظيم.
وكشف المصدر أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أن تعاون الجزائر في مسألة مواجهة “داعش” أكثر من ضروري. وتركز أمريكا عملياتها للتصدي لـ"داعش” في 3 مناطق في إفريقيا، هي نيجيريا ومالي وليبيا.
وتتعلق المسائل التي تجري الاتصالات بشأنها بين الأمريكيين والجزائريين بالتعاون في مواجهة “داعش”، زيادة على التنسيق بينها وبين القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتحاق الجهاديين الليبيين بهذا التنظيم ومنع وصول السلاح والمال والجهاديين من بعض المناطق في شمال إفريقيا إلى العراق وسوريا. وفي السياق ذاته، قال المصدر نفسه إن الجزائر قررت التعاون مع الدول المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل في موضوع توفير كل الإمكانات لمواجهة احتمال تمدد “داعش” من ليبيا إلى شمال مالي وبلدان المنطقة.