وثائق نادرة تؤرخ للدعم السعـودي لكفاح الجـزائر

بينها صور وطوابع بريدية نادرة حصلت عليها ”البلاد”

السعودية والجزائر
السعودية والجزائر

تكشف وثائق تاريخية عن دعم دول الخليج العربي للثورة التحريرية المظفرة ولإسترجاع الجزائر سيادتها الوطنية من أيادي المستعمر الفرنسي الغاشم، وهي وثائق تدحض وتفند كل المعلومات المروجة سابقا بأن دول الخليج لم يكن لديها اهتمام بالقضية الجزائرية وكفاح الجزائريين لنيل استقلالهم.

مع حلول السنة الـ 55 لذكرى استرجاع السيادة الوطنية، المصادفة لـ 05 جويلية من كل سنة، تحصلت ”البلاد” على بعض الوثائق التي لا تزال تشهد للعلاقات التاريخية الضاربة في العمق بين الشعبين الجزائري والسعودي والتي جسدها ذلك الاهتمام من قبل السلطات الملكية السعودية تماشيا مع أواصر الأخوة والوحدة بين البلدين، حيث إن التركيز ظل دوما ولسنوات على تضحيات مناضلين فرنسيين وقفوا ضد سلطات بلادهم الاستعمارية، وهو ما تجسد من تسميات لشوارع في قلب العاصمة.

ومن بين الصور النادرة توجد صورة مسؤول يحمل رسالة يقرأ: ”إعلان المملكة العربية السعودية بأن شعار الحج لسنة 1957 باسم ”حج الجزائر”، والعلم الجزائري يعانق العلم السعودي في وسط الحجيج بالبقاع المقدسة، وفي صورة ثانية يظهر الملك السعودي رفقة مجموعة من المسؤولين من السلطات المدنية والعسكرية يحملون العلم الجزائري، مكتوبا عليه ”الجزائر حرة.. تحيا الجزائر”، وفي هذه الصورة يظهر الملك سعود داخلا إلى مبنى الأمم المتحدة وهو يرفع علم الجزائر وأصدر تعليماته لمندوب المملكة لدى الأمم المتحدة بتكريس جهده لنصرة الجزائريين والدفاع عن حقوقهم عام 1957.

 كما أن الملك سعود خصص يوم 15 شعبان من كل عام هجري تجمع فيه التبرعات الشعبية لدعم الثورة الجزائرية كما خصص 250 ألف جنية إسترليني من ميزانية السعودية العامة السنوية للجزائر.

وتوجد مجموعة من الصور التي تبرز احتفال الشعب السعودي وفرحه بمناسبة استرجاع السيادة الوطنية، ففي الصورة الثالثة يظهر عدد كبير من السعوديين وهم يضربون الدف ويرقصون احتفالا متزامنا مع احتفال الجزائريين، ومكتوب على الصورة ”بمناسبة استقلال القطر الشقيق، الجزائر، في يوم الأربعاء، 02 صفر، الموافق لـ 4 يوليو، احتفلت المملكة العربية السعودية عامة بهذا اليوم المجيد، فأقيمت الزينات في مختلف المدن، ورفع علم الجزائر المجاهدة عاليا، وعبر الشعب السعودي عن أفراحه بالاحتفالات التي أقامها في كل مكان ـ وفي الصورة ترى أحد مظاهر البهجة في المنطقة الشرقية”.

وقد أقامت المملكة ”أسبوع الجزائر في السعودية” وهو ما يظهره طابع بريدي يظهر في الصورة الرابعة، وطابع آخر يوضح ”يوم الجزائر وبه العلم الجزائري، حيث أن قسائم وطوابع لدعم الجزائر قبل 60 عاما رغم قلة ذات اليد كان السعوديون يستشعرون المسؤولية ويدعمون الثورة التحريرية. كما أشادت الصحافة السعودية بدور الملك سعود في قضية جمع التبرعات خلال ما سمي بـ«أسبوع الجزائر”.

 

صَدى يوم الجزائر ( قصيدة )

 

أمسيت أرتقب الصباح طويلا            ورأيت ليلي في المسير طويلا

حتى بدا الفجر الضحوك فأبصرت      عيناي  صبحًا باسمًا وجميلا

يوم الجزائر قد أطلّ كأنه                  عيد يصافحه الورى تقبيلا

يوم به أهل المكارم والنهى                بذلوا النفيس مع الدقيق جليلا

يوم لهيبته رأيت عجائبًا                    كيس البخيل به غدا محلولا

المسلمون ترقبوه فكبّروا                   لما رأوه وهلّلوا تهليلا

يا منفقين بغير مَنٍ منكم                    قد كان  هذا  منكم  مأمولا

جدتم بخير المال من أيديكم                ورأيتم  البذل الكثير قليلا

هذي عطاياكم جزالاً قد بدَت              للمجتلي والمنّ ليس جزيلا

لا خير في المال الكثير يحوزه                       من لا تراه باذلاً ومنيلا

جاهدتمو فالجودُ سيف جهادكم           فكأنه السيف الجراز صقيلا

ونصرتمو إخوانكم ورجوتمو                        أن تنتضوا سيف الوغى مسلولا

حتى تروا أرض الجزائر حرةً                       وتشاهدوا جيش العدا مغلولا

عجبًا فرنسا قد تدجّى ليلها                 فمضت تكبّل غيرها تكبيلا

كم من بريء في الجزائر هادئ                      أخذوه في أصفادهم مغلولا

كم شيخ قومٍ طاعنٍ في سنّه                طعنوه حتى جندلوه قتيلا

كم أخرجوا من راتعٍ في نعمةٍ             فرآهم  شرًا عليه وبيلا

كم من مكان أهل مستوطن                 جاؤوا فأخلوا ربعهُ المأهولا

مذ حلّ جيش الظلم في أوطانهم           ما إستنشقوا فيها صبًا وقبولا

إلاّ صبا الحرية الحمرا فقد                هبّت عليهم بكرةً وأصيلا

إن كنت ليلاً يا فرنسا حالكًا               فبنوا الجزائر أشعلوا القنديلا

أو كنت ذئبًا ضاريًا فأراهمو              اُسدًا حمت آجامها والفيلا

الثورة الحمراء من أبنائها                 شبّت فكنتِ وقودها المأكولا

إن الجزائر من مواطن يعرب             ولو استمر نضاله موصولا

ما للفرنسيين في جنباته                    سكنٌ وإن طلبوا لديه مقيلا

يا ابن الجزائر قف بأرضك واحمها     حتى تطهّر عرضها والطولا

وخذ القنابل والسلاح اضرب به          من في حماك مزاحمًا ودخيلا

وإذا ظفرت به وأنت غضنفر             فأصبب عليه من العذاب سيولا

قد سرت في تحرير أرضك مسرعًا     فقطعتها بعد الحزون سهولا

ودماء أعداء العروبة قد غدا               منها سلاحك ناهلاً معلولا

سِر في أمان الله وإحتث الخطى                      وادفع أمام الغاضبين الغولا

لا تسأمنّ من الجهاد وطوله               أو ليس سعيك للجليل جليلا؟

إن البلاد بأهلها فبعزمهم                   يُبنى لها المجد الرفيع أثيلا

يا معشر العرب الكرام تحية              أوراس تبعثها لكم تأهيلا

وتقول إن الريح تعبق بالشذى             جاءت إليكم بالثناء رسولا

شاركتموني في الكفاح فكنتمو             خلاً صدوقًا قد أغاث خليلا

لله درّكم رجال ملمّةٍ   ما كان             خطبي عندكم مجهولا

كذب الفرنسي إذ يقول بأنه                قد بات للكرام الأصيل سليلا

كذب الطغاة إذ ادعوا شرفًا لهم                        ما كل قولٍ منهمو مقبولا

شرف الطغاة لو أنه متجسم               لبدا ضئيلاً في الوجود نحيلا

ما عاش من سفك الدماء وطالما                      خاب الذي ظلم الأنام فتيلا

ورعى الإله من الأماجد فتيةٌ              صاغوا الكمال لهامِهم إكليلا

يسعون في سبيل الفخار بهمّةٍ             وثّابةٍ لايعرفون قفولا

 

للشاعر السعودي / حمد بن سعد الحجي ”رحمه الله”

من ديوان / عذاب السنين

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بي إن سبورت

  2. أمطـــار رعديــة على 18 ولايــة

  3. ياسين عدلي يتلقى صدمة قوية من فرنسا

  4. وليد صادي يلتقي رئيس الكاف باتريس موتسيبي

  5. تصفيات كأس العالم 2026: الفيفا تجري تعديلًا في طاقم التحكيم لمباراة الجزائر – غينيا

  6. لابورتا يتراجع ويقرّر إقالة تشافي من تدريب برشلونة

  7. المجلس الدستوري التشادي يعلن محمد ديبي رئيساً للبلاد

  8. أبو عبيدة يؤكد استعداد المقاومة لمعركة استنزاف طويلة

  9. طواف الجزائر2024: الجزائريون يخوضون أطول مرحلة من أجل تأكيد سيطرتهم على القميص الأصفر

  10. ارتفاع حصيلة قتلى كارثة المناخ في جنوب البرازيل إلى 151 شخصا