
تدخل فترة عيد الأضحى المنعرج الأخير بخصوص استعدادات الجزائريين لهذه الشعيرة الدينية ، لكنها تحتفظ بالهواجس نفسها التي عرفتها المناسبة في السنة الماضية، بسبب عودة تمدد رقعة المصابين بالفيروس وانتشار هائل للسلالات المتحورة " آلفا و " دلتا" لاسيما هذه الأخيرة سريعة الانتشار بسرعة 65% من السلالة البريطانية "آلفا" ، علاوة على عودة معدل الإماتة إلى الارتفاع بعد “هدنة” دامت لأشهر.
هذا الطارئ الصحي المستجد ، دفع الكوادر الطبية إلى إبداء مخاوفهم مجددا من ظهور بؤر جديدة تعيد الوضع الوبائي والصحي في بعض المدن إلى نقطة الصفر، لاسيما بعد قرار التخفيف والعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية مع الاحتفاظ بوضع الطوارئ.
وتراهن المنظومة كلها على عملية التلقيح وإمكانية توسيع قاعدة المستفيدين منه في أقل مدة زمنية ممكنة، في الوقت الذي ربحت فيه الجزائر معركة اللقاحات بتفعيل "دبلوماسية اللقاحات " بالرغم من التنافس الدولي المحموم حولها.
وأبرز عبد العزيز بوشامة الأخصائي في الأمراض الصدرية والتنفسية بالمستشفى الجامعي في وهران وعضو لجنة متابعة التلقيح ، أن الوضع الوبائي في غاية التعقيد ، مشيرا إلى تسجيل 100 حالة منها 91 شخصا تأكدت إصابتهم بالفيروس بعد إخضاعهم لتحاليل معمقة عن طريق كواشف "بي سي أر" ، في حين تم الكشف عن باقي الحالات بواسطة جهاز "السكانير"، مع تسجيل 3 وفيات، مضيفا أن هناك زيادة لافتة للنظر في عدد الوفيات من حالة واحدة إلى 3و4 حالات يوميا في وهران.
ولفت الأخصائي بوشامة ، إلى أن هناك إصابات عديدة بوباء كورونا في صفوف الشباب ودخول أشخاص لم يتجاوزا الأربعين سنة من العمر أقسام الإنعاش، مطالبا الجميع بالالتزام بالتدابير الاحترازية خلال فترة العيد.
وقال بوشامة ، في تصريح ل "البلاد نت" ، إن أقسام العناية المركزة والإنعاش على مستوى المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في وهران ، بلغت مرحلة التشبع ، فيما لم تقو الأقسام نفسها بمستشفى النجمة على تحمل مزيد من الضغط ، واصفا الوضع بالمقلق الذي أدى إلى إعلان حالة طوارئ في وهران.
وأكد المتحدث بأن التجمعات العائلية عليها أن تحافظ على الشروط، خصوصا أن الغالبية لم تحصل على التلقيح حسب الأرقام التي بحوزة المصالح المشرفة على تلقيح الجزائريين ”، مؤكدا أن “التهوية وتفادي الازدحام، مفتاح أساسي لتفادي نشوء البؤر العائلية خلال العيد”.
وأوضح أن التلقيح عامل مساعد بشكل جيد، مبرزا في هذا الصدد أن نسبة 0.003 في المائة من الملقحين (3400 فرد) فقط وفق الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة ، هم من عاودتهم الإصابة بجائحة كورونا بعد التلقيح، وأغلبهم في وضعية صحية عادية ومستقرة.
وأضاف محدثنا أن “المطلوب هو تسريع وتيرة التلقيح من أجل خلق مناعة جماعية ضد جائحة كورونا ، وتفادي ازدياد الوفيات”، منبها إلى السياق التونسي الراهن، موردا أن "الدولة تشتغل بحزم لمواجهة الوباء ، فالجزائر التي خاضت معركة دبلوماسية متعددة الأطراف لتوفير اللقاح متسلحة بأدوات السياسة الخارجية ، ستتسلم مجددا بمعدل 3 ملايين جرعة شهريا للقاح المضاد لفيروس كورونا وهو ما سيتيح مواصلة حملة التلقيح الوطنية بكل أريحية.