ليلة القدر وعيد الفطر يُنعشان قطاع الملابس التقليدية في الجزائر

إقبال واسع على أسواق الأزياء التقليدية الجزائرية يسبق احتفالات عيد الفطر

  خ/ رياض -انتعشت مع حلول الأسبوع الأخير من شهر رمضان، تجارة الملابس التقليدية الرجالية والنسائية، بقوّة في المدن الجزائرية، بتسجّيل زيادة في الطلب على القطع التقليدية، خاصة " البرنوس الجزائري الأصيل" ، الذي يعدّ رمز الإطلالات في الجزائر، وهو ما خلف رواجا وانتعاشة كبيرة.

و تشهد الأسواق المُختصة في بيع الأزياء التقليدية، ازدحاما من طرف المواطنين الراغبين في شراء القطع الجزائرية الجاهزة، قبيل حلول " العيد الصغير" كما يُعرف عند الجزائريين ، يحيث تتراوح أسعار ذات المُنتجات التقليدية من 1000 إلى 12 آلاف دينار جزائري، بحسب كل نوع و " موضة" .

ويُقبل أهل العاصمة، وهران، تلمسان، الجلفة، سطيف، قسنطينة وغيرها من المدن الجزائرية، بشكل لافت على محلات بيع الأزياء التقليدية، حيث تشكل هذه الأزياء جزءا من الهوية الثقافية للجزائريين في المناسبات الدينية ولا يفوتون الفرصة لاقتنائها بشكل متزايد سواء بهدف ارتدائها أو تقديمها كهدايا إلى أفراد العائلة .

 البرنوس الجزائري يعود إلى الأسواق 

 وبرأي الكثير من المُختصين في الصناعات التقليدية في الجزائر، فإن هذا الانتعاش الذي يشهده سوق الملابس التقليدية، بمثابة دفعة إيجابية للتجار ما من شأنه الحفاظ على استمراريتها، خاصة مع عودة الإنتاج المحلي للملابس التقليدية، إلى الواجهة في الجزائر، بحيث كان قطاع النسيج و الملابس، منذ أكثر من 5 سنوات، يعتمد بنسبة 80 % من حجم السوق على الإستيراد و كذلك بالنسبة للملابس النسائية و الرجالية إلا أنه في السنوات الأخيرة، انتعش إنتاج الملابس محليا حيث أن هناك مصانع في السنوات الأخيرة بدأت تنشط و تُنتج شيئا فشيئًا وترفع من نسبة الإنتاج عموما في الجزائر .

وعزا تجار السلع التقليدية المصنوعة محلياً، هذا الرواج الذي تعرفه الملابس التقليدية الرجالية في الجزائر، إلى الإجراءات التي اتخذتها الدولة في الفترة الأخيرة، مثل ضخ الأموال لصالح الحرفيين الجزائريين الذين همَشّت مُنتجات صناعاتهم المحلية على مدى أكثر من 30 عاماً ، جراء سياسات تشجيع الإستيراد من تركيا ، فرنسا وإيطاليا والعديد من البلدان الأسيوية بشكل خاص بالعملة الصعبة.

وتشَكِّل إجراءات الدولة بوقف استيراد التجار لمختلف البضائع من الخارج، يقظة إيجابية تصبّ في مصلحة حماية العملة الصعبة في الخزينة الوطنية، ما ساهمت في عودة المصانع الصغيرة والورش عبر الوطن إلى ساحة الإنتاج، علاوة على الإسهام بالنصيب الأوفر في إعادة إحياء الموروث والأصيل و الإستمرار فيه لتمريره إلى الجيل القادم.

ورغم ميل الكثير من الجزائريين إلى الملابس الأوروبية، إلا أن الملابس الجزائرية التقليدية، تظل تهيمن على أيام العيد، خاصة مع عودة المغتربين الجزائريين المقيمين في أوروبا، بقوّة إلى أرض الوطن و إقبالهم المكثف على محلات الألبسة التقليدية فـ" البرنوس ، القشابية ، الجبادور " هي الأكثر انتشاراً بالنسبة للرجال. ويقبل الجزائريون ، الذين يشكل اللباس التقليدي جزء من ثقافتهم، بشكل ملفت على اقتناء الأزياء التقليدية خلال العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم، فبارتداء " البلغة" ، " القشابية" و " البرنوس" و " العباءات الجزائرية الأصيلة "، أحد أبرز معالم الزي الرجالي الجزائري، تكتمل لديهم فرحة إحياء ليلة القدر واستقبال عيد الفطر .

ويتميز العيد في الجزائر باستمرار اهتمام شريحة من كبيرة بالملابس التقليدية، إذ تلبس المرأة "الجلابة ذات النقوش التقليدية الأصيلة " ، بينما ترى الرجال يرفلون في " البرنوس الجزائري الأصيل" و " البلغة" في الرجل، خصوصاً خلال صلاة العيد، أما الأطفال فيمتلكون حرية اللباس وفق مختلف الأنماط بعيداً عن اللباس التقليدي.

وفي محاولة لإنقاذ الزي التقليدي الجزائري، سبق أن أطلق جزائريون، حملة على منصات التواصل الإجتماعي ، سموها " إلبس جزائري في العيد" ، تدعو إلى إرتداء الملابس التقليدية الجزائرية خلال أيام العيد.

ولقيت الحملة تشجيعاً واسعاً عبر الإنترنت، وانضم إليها مشاهير مواقع التواصل والنجوم المعروفين في الجزائر، والذين نشروا صوراً لهم وهم يرتدون ملابس الجزائر التقليدية، منها " القشابية " ، " الكاراكو والبلوزة الوهرانية " الشدة التلمسانية " والجلباب التقليدي " و البرنوس الجزائري الأصيل، الذي يرمز للأصالة، ويستحضر عبق الماضي .

  

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعدية مرتقبة هذا اليوم عبر عدة ولايات

  2. التلفزيون العمومي: نفق لتهريب المخدرات من المغرب نحو الجزائر

  3. البابا ليون الرابع عشر يعبّر عن شكره لرئيس الجمهورية ويعبّر عن رغبته في زيارة الجزائر مهد القديس أوغسطين

  4. سعداوي يشدد على الالتزام بمواعيد إمتحانات الفصل الثالث ويأمر بتجهيز مراكز امتحانات "البيام" و"الباك" بالمكيفات

  5. نحو اقامة مباراة ودية بين المنتخب الجزائري و نظيره الاسباني في 2026

  6. وزارة الدفاع الوطني: القضاء على إرهابي واسترجاع أسلحة وذخيرة في خنشلة

  7. بجاية : تفكيك شبكة إجرامية دولية وحجز 178 كلغ من المخدرات وأسلحة نارية

  8. عطاف يبحث في بغداد مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وروسيا

  9. اتفاق تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول برعاية تركية 

  10. عطاف يجري محادثات ثنائية مع وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية على هامش القمة العربية في بغداد