
خ/ رياض - يَشُقّ إسم " غزّة" طريقه ليكون ضمن الأسماء الذكور الأكثر شعبية للأطفال حديثي الولادة في الجزائر ، وذلك تيمَّنا بالمدينة الفلسطينية غزّة ، التي تشهد انتفاضة ثالثة تقودها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للمقاومة الإسلامية حركة حماس ضد الإحتلال الصهيوني ، الذي يمارس عُدوانا همجيا بحق ساكنة القطاع.
وتحول إسم غزّة من ضمن أكثر الأسماء شيوعاً في الجزائر في الأيام الأخيرة ، بعدما سبقتها أسماء أخرى تربعت فترة طويلة على قوائم المواليد الجزائريين على غرار ، قدس ، إيلياء و مدائن وغيرها من الأسماء الشائعة في فلسطين تحديداً ، دعماً للمقاومة وتنديداً بالغارات المُستمرة على غزة ، فضلا عن إيصال رسالة للعالم أجمع بأن فلسطين باقية بقاء الزمن في قلوب الجزائريين وفي مبادرات قوية تعكس ارتباط الشعب الجزائري الوجداني بالقضية الفلسطينية.
وأطلق محمد الأمين مهنان في مدينة وهران على رضيعه بتاريخ 5 نوفمبر إسم " غزّة" ، التي ولدت في خضم العُدوان الإسرائيلي الغاشم على هذه المدينة ، التي تعتبر أهم مدن جنوب فلسطين وأهمها منذ آلاف السنين حتى اليوم، وأنها مهد لميلاد الإمام الشافعي رضي الله عنه، وفيها قبر هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك سميت بغزّة هاشم، كما أنها تشتهر بالعديد من البطولات على مر التاريخ الحديث.
وسارت طبيبة عامة تقيم في مدينة الشلف على هذا النهج بإطلاق إسم غزّة على مولودها الجديد ، في رسالة واضحة على الوحدة الوجدانية للشعب الجزائري مع القضية الفلسطينية.
و تتناقل صفحات التواصل الإجتماعي " فايسبوك" ، في الجزائر تحديداً ، أخبارا عن مواليد جدد في كل شبر من التراب الوطني ، يحملون تسميات ذات دلالات تاريخية " غزّة" ، " قدس" ، " إيلياء" ، وهو أحد الأسماء المعروفة تاريخيا لمدينة القدس المُحتَلّة ، إضافة إلى تسميات سابقة حفلت بها قوائم المواليد الجزائريين على " جنين" ، " غدى " ، " رغد " ، " مدائن" نسبة إلى " زهرة المدائن" التسمية القديمة إلى مدينة القدس ، التي تتميز بتنوعها الرائع وجمال اللفظ ، كما أنها جاءت تأكيدا على رمزية ومركزية القضية الفلسطينية العادلة في الضمير الجزائري.
فإلى جانب هذه الأسماء الجديدة التي سطعت في سماء العائلات الجزائرية والتي تحمل في طياتها قصصًا وتراثًا تاريخيًا مميزًا، يروي أكبر مَلحَمات الفلسطينيين ضد العدو المُحتَلّ ، الذي يمارس سياسة " الأبارتايد " في حق أبناء غزّة تحديداً ، كانت مدنا جزائرية ، أطلقت على شوارعها و مجمعاتها السكنية تسمية " القدس" ، إسهاما في صيانة الذاكرة الجماعية والعلاقة التاريخية التي تربط الجزائر بفلسطين.
وفضلت مدينة الشلف تسمية أحد أكبر شوارعها الرئيسية ب " القدس" تيمَّنا بالقدس العاصمة الأبدية لفلسطين ، والتي يطلق عليها إسم بيت المقدس.
وهي قِبلة العالم لما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، ففيها المسجد الأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقبة الصخرة . و ارتأت مدينة الشلف إطلاق هذه التسمية تبركاً بذات المدينة الفلسطينية المُجاهدة ، التي تبعد حوالي 4239 كلم عن ذات المدينة الجزائرية " الشلف".
و ثمنت هذه المبادرة الأوساط الأكاديمية وكذا المدافعين الجزائريين عن القضية الفلسطينية ، ورأت فيها ذات الأوساط الجزائرية ، أنها تشكل امتدادا تاريخيا بين البلدين أو محطة هامة لتجسيد عمق العلاقة التاريخية بين الجزائريين و الفلسطينيين عبر القرون، وإشارة قوية في سياق الهجمة الصهيو أميركية" على القدس وفلسطين في إطار ما يسمى التفريغ القسري لقطاع غزّة من سكانها.
وبرأي الكثير من المُختصين في الجزائر ، فإن هذه التسميات الجديدة على قوائم المواليد الجدد ، جاءت تستحضر نضالات الشعب الفلسطيني في سبيل حريته وحقه الأبدي في العودة إلى أراضيه المغتصبة، معتبرين أن مُساندة الشعب الفلسطيني في محنته واجب شرعي وإنساني