بدأت أفواج المُغترِبين الجزائريين رحلتهم السنوية لزيارة بلادهم ، في إطار ما يُعرف ببرنامج " أسرة " المخصص للجالية الجزائرية في دول العالم، لقضاء عيد الأضحى المُبارك في أجواء عائلية ، خاصة مع القرار الإستثنائي و غير المسبوق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالسماح لأفراد الجالية الوطنية الدخول إلى التراب الجزائري ببطاقة التعريف الوطنية فقط إلى غاية 31 أكتوبر 2024.
ويتزامن هذا التوافد المتزايد مع الأيام التي تسبق عيد الأضحى بالجزائر المرتقب بين 16 أو 17 جوان الجاري ، إذ يرغب الكثير من أفراد الجالية المقيمة بمختلف الدول الأوروبية تحديداً ، في الإحتفال به في البلد الأم، لاسيما في ظل تزامنه مع بداية العطلة الصيفية لأغلبهم.
و يشمل عرض “أسرة” تّخفيضات هامة للفرد الواحد من العائلة الجزائرية ، قد تصل 70 بالمائة من قيمة التذكرة لأوّل مرة، مع العلم أن الحجز مستمر حاليا والسفر انطلق من بداية الفاتح جوان إلى غاية 30 سبتمبر 2024 ، أي أن غالبية المُغترِبين الجزائريين ستتدفق على أرض البلاد في الفترة المُمتدة بين 8 و 14 جوان أي قبيل عيد الأضحى المُبارك.
و يضمّ العرض غير المسبوق ، الحجز لشخص بالغ سواء الأب أو الأم مع طفل أو رضيع، أو زوجين بدون أطفال أو زوجين مع طفل بدون مقعد أو طفل أقل من سنتين مع مقعد، أو أطفال بين 12 و20 سنة.
عائدات قياسيّة ..
و يشهد عرض " أسرة " ، إقبالا واسعاً من قبل المُغترِبين الجزائريين ، لإقتناء تذاكر السفر خاصة عبر رحلات مطارات فرنسا - الجزائر التي تبتدئ من 199 أورو إلى 239 وصولا إلى 250 أورو ، بخلاف أسعار الماضي ، التي ترواحت بين 500 و600 أورو، وهو ما جعل عرض سنة 2024 ، يلقى رواجا منقطع النظير من قبل آلاف الجزائريين في الداخل والخارج .
وفضلا عن مختلف المطارات الجزائرية المستقبلة للجالية المقيمة بالخارج، يختار الكثير منهم الدخول عبر الموانئ الكبرى على غرار وهران، الجزائر ، بجاية، سكيكدة ، مستغانم و عنابة ، حيث سجّلت المعابر البحرية ، في الأيام الأخيرة ، عبور مئات المركبات الحاملة لترقيم أجنبي ، فيما تتوقّع السلطات المينائية استمرار توافد الجالية في الأيام القادمة خاصة عشية عيد الأضحى ، مع إستمرار دخول المُغترِبين في شهر جويلية إلى غاية 30 سبتمبر أو حتى بالنسبة للجزائريين المقيمين بالداخل والذين بإمكانهم الإستفادة من نفس المزايا واقتناء تذاكر بأثمان مخفضة للتنقل إلى خارج الوطن لقضاء إجازة الصيف كعائلة مكونة من زوجين أو أب وأطفال أو أم وأطفال.
و تضمّ فرنسا أكبر حصة من جزائريي العالم، أكثر من 700 ألف بنسبة 12% من عدد المهاجرين المتواجدين في التراب الفرنسي ، البالغ عددهم 7 ملايين أي 36%، حصلوا على الجنسية الفرنسية منذ وصولهم إلى فرنسا بحسب أرقام مكتب الإحصاء الفرنسي.
و يُساهم جزائريو العالم في تنمية إقتصاد بلادهم عبر إغناء الخزينة بالعملة الصعبة من خلال التحويلات المالية وعبر السياحة على وجه الخصوص.
واستنادا إلى آخر إحصائيات ديسمبر 2023 الصادرة عن البنك الدولي ومُؤسسة "كنوماد" للشراكة الدولية للمعرفة بشأن الهجرة والتنمية، فإنّ قيمة تحويلات الجزائريين بالخارج قدرت برسم عام 2023، بنحو 1,770 مليار دولار، وتمثل 0,7901 بالمائة من الدخل الإجمالي الخام، وكانت التحويلات قد بلغت في سنة 2022، ما قيمته 1,690 مليار دولار، مقابل 1,792 مليار دولار في سنة 2021.
ووفقا للتطورات المسجّلة، فإنّ قيمة التحويلات الخاصة بالجزائرية، سجّلت نموا بنسبة 4,51 بالمائة.
وبرأي المُختصين في الإقتصاد ، فإنّ تحويلات المهاجرين الجزائريين في القارات الثلاث ، تساهم في دعم الأسر الجزائرية ودعم رصيد البلاد من العملة الصعبة.
