
في مشهد يحبس الأنفاس، لم تتردد الطبيبة الفلسطينية، أميرة العسولي، في المخاطرة بحياتها وخرجت تحت القصف لتنقذ الجريح الفلسطيني، الذي استهدفه الاحتلال أمام مستشفى ناصر في خان يونس.
وأظهر مقطع الفيديو الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي، وهي تركض منحنية الظهر، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، من بوابة المجمع الداخلية نحو الخارج لإنقاذ شاب أصابه رصاص قناص إسرائيلي، وبقي ينزف وهو ملقى على الأرض.
وقال لت الطبيبة الفلسطينية ، "اللقطة الفاصلة في الفيديو المتداول التي لم يشاهدها الجمهور هو أنني في لحظة خاطفة تمكنت من التغلب على خوفي، وقررت المغامرة بحياتي ضد رصاص القناص من أجل إنقاذ حياة شاب من الموت المحقق".
وأضافت أميرة العسولي في لقاء مع الجزيرة مباشر مساء أمس السبت "في تلك اللحظة الحاسمة كان يمكن أن أتلقى رصاصة من القناص الإسرائيلي وأموت، لكن الوطن والواجب المهني والإنساني يقتضي المغامرة".
وتابعت أن ما قامت به في هذه المغامرة هو "من صميم عملي كطبيبة"، مؤكدة أن قَسَم مهنة الطبيب الذي أقسمت عليه يقتضي منها إنقاذ حياة الناس خاصة في الأوقات الحرجة.
وعن تفاصيل الحادثة، قالت الدكتورة أميرة التي تشغل منصب استشارية النساء والتوليد في مجمع ناصر الطبي المحاصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة، إنها لحظة وقوع الحادثة كانت في غرفتها وسمعت بوجود الشاب الفلسطيني الجريح، وبتنسيق مع زملائها في المجمع اتخذت قرارها بسرعة وهرعت محاولة تمويه القناص بالانحناء قدر الإمكان.
وأضافت "لمّا وصلت إلى الشاب الجريح وجدته قد ربط رجله بقميصه في محاولة لوقف النزيف"، وبادرها قائلًا "هل ستقطعون رجلي فأجابته بالنفي".
ممرضة فلسطينية اسطوره اسطوره خاطرت بحياتها لأجل إنقاذ جريح قنصته قوات الاحتلال الاسرائيلي أمام مستشفى ناصر الطبي
— أحمدصالحAhmd Saleh (@iahmedsalih) February 10, 2024
قبلها بثواني تم قنص سيده واستشهدت بنفس الطريقه pic.twitter.com/deWjp3bi1u
ولا تزال الطبيبة العسولي تواصل عملها بلا انقطاع رغم نزوحها عن منزلها الذي دمره الجيش الإسرائيلي في بلدة عبسان الجديدة، شرق مدينة خان يونس.
وقال شهود عيان لمصادر إعلامية أن العسولي لم تمتنع عن إنقاذ الشاب المصاب رغم الخطر الذي عرضت نفسها له، حيث سبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي مسعفي المصابين بشكل مباشر. وأشاد ناشطون بجرأة وشجاعة الطبيبة العسولي.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حصار مجمع ناصر الطبي، ومستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لليوم الـ20 على التوالي، وسط إطلاق نار واستهداف متكرر لمحيطيهما ولكل جسم متحرك.
وفي وقت سابق السبت، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "قوات الاحتلال تطلق النار الكثيف باتجاه بوابات ومباني وساحات مجمع ناصر الطبي". وتحدثت عن سقوط شهيد وعدد من الإصابات نتيجة إطلاق النار المكثف باتجاه المجمع.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.