بطريقة غريبة وصادمة وبعيدة عن كل الاعتبارات الأخلاقية ، تناولت قناة "MEDI 1 TV" المغربية كارثة سقوط الطائرة العسكرية الجزائرية في بوفاريك ، التي أسفرت عن ارتقاء 257 شهيدا في حصيلة رسمية أولية ، بالحديث عن "خلفيات وجود عناصر من جبهة البوليزاريو في الطائرة" المنكوبة ، في محاولة لاستغلال مأساة الجزائريين للترويج لادعاءات المخزن التي تسعى لجعل الجزائر طرفا في نزاع لطالما أكّدت الدولة الجزائرية على أنه يتعلق بقضية تصفية للاستعمار ويرتبط بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
القناة المغربية ، ركّزت في تناولها لنكبة سقوط الطائرة الجزائرية ، على فرضية تواجد 26 من عناصر جبهة البوليزاريو الصحراوية بين ركابها ، وفي الوقت الذي توالت رسائل التعازي والتضامن للجزائر في مصابها الجلل من جميع الجهات في العالم ، راحت تصطاد في المياه العكرة ، بالحديث عن مسؤولية مزعومة للجزائر في إثارة قضية الصحراء الغربية ، من خلال دعم جبهة البوليزاريو ، وهو الدعم الذي أصبح واضحا ، حسب تحليل ضيف القناة وهو أكاديمي مغربي بجامعة يابانية ، بعد الحادثة ، التي تحمل حسب المتحدث شقّا سياسيا بالإضافة إلى شقّها المأساوي والإنساني ، يجعل الدولة الجزائرية مطالبة ، على حدّ تعبيره ، بتقديم توضيحات للمغرب وللمجتمع الدولي حول ظروف تواجد عناصر من البوليزاريو على متن الطائرة الجزائرية المنكوبة.
التوضيح الذي طالب به المغاربة ، في عزّ المأساة التي ألّمت بجيرانهم الجزائريين ، جاء واضحا وصريحا من الجانب الصحراوي ، الذي أعلن عبر بيان للرئاسة الصحراوية ، عن وفاة 30 رعية صحراويا في حادث سقوط الطائرة العسكرية الجزائرية التي كانت في طريقها إلى بشار ثم إلى تندوف .
بيان الرئاسة الصحراوية أوضح أيضا أن الأمر يتعلق بنساء وأطفال ومرضى صحراويين ، تمّ نقلهم عبر الطائرة المنكوبة لأغراض إنسانية محضة ، وبدافع من الدعم الجزائري اللامشروط لقضية الشعب الصحراوي ونضاله العادل ، عكس ما تحاول بعض وسائل الإعلام المغربية الترويج له في الوقت وبالطريقة غير المناسبين.