لماذا سُمي يوم 16 افريل بـ "يوم العلم"؟

يحيي الشعب الجزائري، اليوم الثلاثاء، يوم العلم المصادف للذكرى وفاة رائد النهضة الإصلاحية، العلامة عبد الحميد ابن باديس، الذي صقلت أفكاره الوطنية روح الأجيال المفجرة لثورة أول نوفمبر المجيدة، والذي تواصل الجزائر اليوم الاستلهام والنهل من منهجه الوسطي والتوعوي.

وقد كان من الطبيعي أن تستمر الجزائر في تجسيد الفكر المتبصر للعلامة ابن باديس، حيث اتخذ الشعب الجزائري من تاريخ رحيله "يوما رمزيا للاحتفاء بالعلم والعلماء ودأب على ذلك، مكرسا هذا التقليد منارة تذكرنا بمرحلة من تاريخ الأمة، تصدى خلالها الشيخ ابن باديس لمخططات استعمارية حاقدة استهدفت طمس الهوية الوطنية وهدم ركائزها"، معتمدا في ذلك على ''تحرير العقل واستنهاض الهمم بسلاح العلم".

ولأن العلم والمعرفة أصبحا يشكلان حجر الزاوية في بناء الإقتصاد والتحكم في التكنولوجيات الحديثة، تحيي الجزائر هذه الذكرى.

فقد كان الشيخ ابن باديس "من الأوائل الذين آمنوا بأن تحرير العقل من الجهل والخرافات يسبق تحرير الأوطان، حيث حارب حتى آخر رمق من حياته، كل المخططات الاستعمارية الفرنسية لطمس الهوية الوطنية".

وكانت انطلاقة المسيرة الإصلاحية للشيخ ابن باديس بعد لقائه برفيق دربه الشيخ البشير الإبراهيمي، الذي اتفق معه على محاربة الاستعمار الفرنسي وأولئك الذين امتهنوا المتاجرة بالدين، ليتم، في هذا الصدد، تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931.

فقد كان العلم سلاح الشيخ ابن باديس في معركة التغيير التي خاضها والتي اكتست أبعادا سياسية واجتماعية وثقافية و أخلاقية، حيث أرسى، لهذا الغرض، ترسانة ضمت نحو 124 مدرسة يؤطرها 274 معلما، كما بلغ عدد تلامذتها إلى غاية سنة 1954 نحو 40 ألف تلميذ، علاوة على إنشائه معهد ابن باديس الثانوي بقسنطينة والذي تولى تكوين المعلمين والطلبة.

كما عمل أيضا على الترويج لأفكاره الإصلاحية وتوعية النشأ من خلال تأسيسه لجرائد "المنتقد" و"الشهاب" والبصائر".

يذكر أن العلامة عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي ابن باديس -الذي كان يوقع مقالاته الصحفية بكنيته الأمازيغية "الصنهاجي"- كان قد رأى النور سنة 1889 بقسنطينة. أتم حفظ القرآن في السنة الثالثة عشر من عمره، ليسافر بعدها إلى تونس أين تابع تعليمه بجامع الزيتونة.

وقد عرف عن الشيخ ابن باديس إلمامه الواسع بأمور الدين وتفتحه على ثقافة العصر، ومساواته بين أبناء الوطن من فتيات وفتيان، حيث فتح لهم على السواء أبواب المدارس التي أنشأها رغم طغيان الاستعمار الفرنسي، فضلا عن دفاعه الذي لم يهدأ ولم يكل عن عناصر الهوية الوطنية ومحاربته الشرسة للظلامية والبدع والتزمت والتعصب والخرافات ولكل الآفات الإجتماعية.

وفي 16 أفريل من عام 1940، انتقل الشيخ ابن باديس إلى رحمة الله، ليشيعه الجزائريون إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة رغم التضييق الذي فرضته عليهم السلطات الفرنسية، فكان يوما مشهودا في تاريخ قسنطينة التي ودعت رائد الحركة الإصلاحية، ليس في الجزائر فحسب بل في العالم العربي والإسلامي.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. هذه أبرز مخرجات اجتماع الحكومة

  2. "الفيفا" يعتمد بطولة كأس العرب وإقامة 3 نسخ منها في هذه الدولة

  3. منح دراسية مجانية للطلبة الجزائريين في السعودية

  4. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 35272 شهيد

  5. المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار: شركة آسيوية عملاقة ستقيم مشروعا في الجزائر يصل إلى 6 ملايير دولار

  6. أمطــار وزوابـع رمليـة على 7 ولايات

  7. إنتاج النفط في الجزائر يُحلّق عالياً للشهر الثاني على التوالي

  8. اليابان.. تحذيرات من انتشار هذا المرض القاتل بوتيرة قياسية

  9. "فيديو" محاولة إغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي بطلق ناري

  10. حج 2024.. بيان هام من الجوية الجزائرية