خ/ رياض - استأثر التواجد المُكثف للجماهير الجزائرية في دولة ساحل العاج لمناصرة المنتخب الوطني في فعاليات الطبعة ال 34 لكأس إفريقيا للأمم لسنة 2023 ، باهتمام بالغ لمختلف جماهير الدول الإفريقية المُشاركة في هذه المنافسة الجديدة ، التي تحتضنها كوت ديفوار من من ( 13 يناير -11 فبراير) و قبلة اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية التي تُغطي هذه التظاهرة الرياضية الإفريقية عالية المستوى.
حيث خطفت الأحداث التي يصنعها أنصار " الخضر " في بواكي تحديداً ، ثاني أكبر مدينة في ساحل العاج ، الإشعاع الدولي ، سواء على مستوى الإنساني ، الإجتماعي والثقافي وحتى الديني ، من خلال تركهم الآثر الطيب في أوساط الشعب الايفواري ومختلف جموع شعوب الدول الـ 26 المشاركة أيضا.
إذ يقدم الجزائريون صورة حضارية تجاوزت كرة القدم ، رسخت تعزيز الهوية الجزائرية بكل مكوناتها ، وبالتالي أصبحت " الساحرة المستديرة " دعامة للتنمية المستدامة للبلاد.
مكاسب ثقافية وإجتماعية تُقوي إشعاع الجزائر ..
ويجمع ساكنة " بواكي " أن الجزائريين المتواجدين في الأراضي الإيفوارية ، يعكسون الصورة الإيجابية عن الجزائر عامة وشعبها المسالم المُتعايش مع مختلف الأجناس على وجه الخصوص، وذلك بفضل السلوكات والممارسات الدينية التي تُجسِّد تمسك الشعب الجزائري بالدين الإسلامي الحنيف ، على غرار ، النشاطات التطوعية والخرجات الثقافية الترفيهية التي ينظمها أنصار المنتخب الوطني لفائدة الطبقات الإجتماعية المختلفة بهذا البلد . وبأسلوبهم المُتميز ، أقام الجزائريون في ساحل العاج ، أنشطة خيرية بالتنسيق مع ممثلي جمعية العلماء المسلمين، من خلال تكثيف التسوق وشراء كميات مُعتبرة من المواد الغذائية ومن تم وضعها بالتساوي في طرود لتوزع على الفقراء والمحتاجين من الإيفواريين.
أجواء إستثنائية ...
بالمقابل قدم الشباب الايفواري ممن يملكون وسائل نقل كالدراجات النارية أو الهوائية التي يعتمدون عليها يومياً للتنقل بين الأحياء والمدن لقضاء حاجاتهم، خدمة لهؤلاء الجزائريين كالتوصيل المجاني إلى جميع الأماكن ، التي يقصدونها خصوصا المساجد خلال الساعات الأولى في اليوم (صلاة الفجر ) والساعات المتأخرة (صلاة العشاء ) قصد أدائها بالمساجد.
بينما حقق الجزائريون الناشطون عبر منصات التواصل الإجتماعي ، حلم العديد من أطفال وشباب ساحل العاج العاشقين لعناصر المنتخب الوطني الحالمين بمقابلتهم، حيث برمجوا لهم خرجة لمقابلة عدد من مُحاربي الصحراء في مقدمتهم قائد الفريق " رياض محرز " والذي أهدى بدوره لأحد الشباب ، قميصه موقع باسمه.
وكان للمنتوجات الجزائرية من مواد غذائية، ألبسة تقليدية، ومأكولات شعبية ، نصيب في هذه التجربة الفريدة، وحظي بالترويج من قبل سفراء الجزائر في صحراء القارة السمراء.
كما شاركت المؤثرات الجزائريات عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، المقيمات في المدن التي تحتضن فعاليات منافسة "كان 2023 "، يوميات النسوة الإيفوارية من خلال الطهي معهن، وغسلهن للأواني والملابس بالطريقة التقليدية، حتى أنهن توجهن للأسواق وقمن باقتناء اللباس التقليدي الذي يعكس ثقافة ذات المنطقة، وهو ما لقي استحسانا منقطع النظير من طرف نساء ساحل العاج.
ولم تتوقف إنجازات الجزائريين في بواكي ، فالفرق الموسيقية المتطوعة الداعمة للمنتخب الجزائري في هذه الكأس الإفريقية ، نشطوا العديد من الحفلات ، في مناطق مختلفة في بواكي ، سمحت هذه الأجواء المغمورة بالإبتهاج خلق أجوغء من التعايش بين الشعبين الجزائري و الإيفواري .
تميز وانتماء ....
وغزت منصات التواصل الإجتماعي ، ( الفايسبوك ، الآنستغرام ، التيكتوك و قنوات اليوتيوب ) ، فيديوهات و مقاطع " تاريخية" ، عن انتشار واسع للصور الحضارية الجزائريين التي صنعها في هذا البلد الإفريقي ، لقيت قسطا وافرا من التفاعل العالمي.
كما حصدت هذه الإشادة الدولية بسلوك الجزائريين " السلمي و الحضاري" ملايين المشاهدات ، إلى درجة أن بعض الصفحات الإيفوارية عبر " الفايسبوك" وصفت الجمهور الجزائري ب " الأفضل" في هذه التظاهرة ، أو أنهم " الرجُل واللاعب الثاني عشر ".
وأثبتت الجماهير الجزائرية ، وجودها في الجزائر في ساحل العاج ، خاصة أعمالها الخيرية ، التي جَسّدت الإمتدادات الثقافية والدينية للجزائر في عمقها الإفريقي التي تستند إلى التاريخ الإفريقي والعربي والإسلامي المُشترك.
