جاءت الهزيمة أمام المنتخب الليبي المحلي في تصفيات " الشان"، أول أمس، بهدفين لهدف واحد على ملعب الشهيد حملاوي، لتطلق رصاصة الرحمة على كرة القدم الجزائرية المحلية وترسخ المشاكل العويصة في تسيير المستديرة من قبل المسؤولين في الاتحادية، وصولا لرؤساء الأندية قبل اللاعبين أو حتى المدرب الوطني الحالي لوكاس ألكاراز الذي كان خارج التغطية، رغم أنه قد يجد الأعذار في عدم معرفته الكاملة بلاعبي البطولة وهو ما يفسر ربما التشكيلة الأساسية التي دخل بها غمار المقابلة والتي فاجأت الكثيرين.
وقبل لوم اللاعبين والرواتب التي يتقاضونها في البطولة، مع مردود هزيل لا يقدر حتى على مقارعة منتخب يعيش بلده حربا أهلية ولا توجد به بطولة، يجب التطرق للاتحادية الحالية وكيفية تعاملها مع مباراة التصفيات المؤهلة للبطولة القارية للمحليين بداية من القائمة المعنية بالمباراة، حيث كشفت عديد المصادر أن لرئيس الفاف ومساعده ربوح اليد العليا في اختيار القائمة النهائية المعنية بهذه المقابلة المهمة والتي كانت كفيلة بإعادة اللاعبين المحليين للواجهة والحصول على احتكاك جيد في القارة السمراء لو ترشحوا للمسابقة في كينيا، لكن الخطأ الكبير الذي اقترفه مكتب زطشي هو عدم تعيين مساعد مدرب وطني يكون قادرا على أن يساعد الاسباني في مهمته، خاصة وأن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى باللاعب المحلي الذي ينشط في البطولة الوطنية، حيث ظهر جليا من خلال التشكيلة التي اعتمد عليها المدرب الأندلسي أنه لا يفقه الشيء الكثير في قدرات اللاعبين وهو ما ضيع على الجزائر فوزا مهما في لقاء الذهاب قبل العودة في الثامن عشر من الشهر الحالي في مدينة صفاقس التونسية.
ويتضح جليا أن الصراعات التي قادها خير الدين زطشي مع عديد الأطراف جعلته بعيدا عن المنتخب المحلي والسهر على التحضير الجيد للخرجة القارية، بدليل أن المنتخب كانت تحضيراته عادية جدا على عكس المنتخب الليبي الذي يستمد جل لاعبيه من نادي واحد ينشط في رابطة الأبطال وله خبرة المواعيد القارية، على عكس المنتخب الجزائري الذي كان حريا به أن يتبع نفس السياسة ويعتمد على لاعبي الأندية التي تشارك في المحفل القاري في صورة اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، لكن ذلك لم يحدث لسبب بسيط أن رئيس الاتحادية وحتى نائبه الأول، على ما يبدو، تدخلا في اختيار القائمة التي أمليت على الاسباني الذي فشل في الشوط الثاني في قلب المعادلة ما يمنح بعض الصورة المظلمة على قدرة المعني في أن يكون حلا جيدا لمستقبل الكرة الجزائرية.
صراعات وتدخل في استدعاء اللاعبين يعيد المستديرة لنقطة الصفر
ويتضح جليا أن الصراعات الكبيرة في كواليس الاتحادية الجزائرية والتي يقودها خير الدين زطشي تسببت في فتح عديد الجبهات على المعني الذي حاد عن مهمته الأصلية والمتعلقة أساسا بتوفير الإمكانيات المثلى للمنتخب والسهر على راحته وليس التدخل في عمل المدربين وحتى استدعاء اللاعبين.