البلاد.نت - سفيان مهني - إذا كان لاعبو المنتخب الجزائري يعتقدون، بأن التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا بالكامرون 2019، يعد انجازا عظيما، فإن المدرب جمال بلماضي، ينظر إلى الأمور من زاويا أخرى.
صحيح أن بلماضي، سعد كثيرا بضمان مقعد في العرس الأفريقي، قبل نهاية التصفيات الأفريقية بجولة، إلا أن سقف طموحه بدا جد عال، وبدأ يفكر من الآن في الاستحقاقات القادمة ومدى قدرة أشباله على الذهاب بعيدا في "الكان" المقبل.
ولكن الوصول إلى الهدف يتطلب تضحيات وتسطير أهداف مستقبلية، وهو ما سيفعله خلال الأيام القادمة، إذ من المنتظر أن تسقط أسماء من قائمته ويعوضها بأخرى، بما أنه من النوع الذي لا يعترف بالنجوم، وإنما بالذين يضحون من أجل الوطن على المستطيل الأخضر.
وكان المدرب السابق لنادي الدحيل القطري، قد أكد بأنه سيعتمد على اللاعبين الأكثر جاهزية سواء محلين أو مغتربين، كرسالة منه لمهاجم نابولي الإيطالي أدم وناس وصانع ألعاب غالطة سراي سفيان فيغولي، اللذين لم يشاركا إلا نادرا خلال الموسم الكروي الحالي، حيث لا يستبعد التضحية بهما في المواعيد القادمة.
فعل بلماضي، لم يكن تهديدا أو استعراضا للعضلات، وإنما الهدف هو دفع اللاعبين لبذل مجهودات إضافية وعدم نسيان عبارة "المنتخب الوطني ملك للجميع وليس حكرا على بعض اللاعبين"، إدراكا منه بأن فيغولي ووناس لديهما قدرات فنية يجب استغلالها في المنتخب.
ومن بين اللاعبين الذين فهموا رسالة بلماضي بوضوح، مهاجم مانشستر سيتي رياض محرز، الذي ظهر بالمستوى الأوروبي مع المنتخب الجزائري ووقع على ثنائية جميلة في مرمى الطوغو، لأنه يدرك بأن المناصب باتت غالية والتقاعس يجعله خارج كتيبة المحاربين، كما جعل رشيد غزال وإسحاق بلفوضيل ونبيل بن طالب.
