البلاد.نت/ رياض.خ- سجلت أسعار أصناف البقوليات، ارتفاعا صاروخيا في الأيام الأولى من السنة الجديدة 2021، وفقا لمعاينيات ميدانية كشفت عنها "البلاد. نت" في أسواق شعبية، ولمس المواطن حدة غلاء غير بارزة دونتها الفاصوليا والأرز والقمح ومنتجاته، وهو ما شكل موجة استياء وتذمر في أوساط المواطنين، الذين طالبوا بتدخل الجهات الوصية لاسيما فرق التجارة لمراقبة الأسعار والجودة لوضع حد لهذا الغلاء الذي سجلته أسعار المنتجات الغذائية الاستهلاكية المطلوبة في الشتاء، وبينت الجولات الاستطلاعية أن جميع منتجات القمح والتي تشمل الدقيق، المعكرونة والسميد، الأرز، العدس، الفاصوليا، شهدت ارتفاعا يتراوح بين 20 إلى 25 دينارا، وتجلى هذا الارتفاع المحسوس في مراكز التسوق الراقية "سوبير ماركات "، التي باتت تعرض أسعارا جديدة بزيادة تصل 30 دج، على غرار عبوة المعكرونة التي تزن 500 غرام، يتم بيعها بنحو 65 دينارا، أما الكسكسي الذي يبلغ وزنه 1 كلغ، الذي كان في السابق يباع بـ 110 دينارا، فقد أصبح سعره الآن 150 دينارا.
وتكشف جولة استطلاعية لسوق "لاباستي" الكبير في عاصمة الغرب الجزائري بوهران، عن زيادة لافتة في الأسعار، إذ بلغ سعر الكلغ الواحد من العدس 180 دج، الفاصوليا 280 دج، في حين تخطى سعر الأرز 120 دج، أما سعر البازلاء الجافة تجاوز سقف 160 دج، وارتفع سعر الشربة من 60 إلى 85 دج للكيلوغرام الواحد، وهو ما زاد من معاناة أصحاب ذوي الدخل المتوسط والضعيف، الذين التمسوا تدخل الوصاية لقطع الطريق أمام طمع بعض التجار الذين باتوا كل شتاء يستغلون الاضطرابات المناخية لرفع أسعار المنتجات الغذائية واسعة الاستهلاك.
في حالة منتجات الحبوب، لا تزال المعكرونة تمثل مشكلة وتزداد ندرة منذ أكثر من شهرين، فبالرغم من الزيادة التي استحوذت عليها هذه الأخيرة بأكثر من 30 دينارًا، غير أنها تظل الأكثر طلبا في المحلات لاسيما المباني التجارية الكبيرة التي تفتقد رفوف معظم هذه الفضاءات التجارية إلى هذه المادة.
هذا الوضع المتشنج الذي بلغته الأسواق، برره نائب رئيس المنظمة الوطنية للمستهلكين رشيد دلاوي، بقلة المعروض مقابل زيادة الطلب على المنتجات الغذائية، وعدم البدء في المحصول الشتوي الذي سيبدأ حصاده خلال أسبوعين، والذي سيؤثر في ضبط استقرار الأسعار بشكل مناسب للمستهلك، مضيفا أنه مع إغلاق موسم بعض المحاصيل الزراعية، يضاعف تجار الجملة الذين يمتلكون كميات كبيرة من المنتجات ببيعها لتجار التجزئة، دون أن يعطي تفاصيل دقيقة عن الأسباب التي تدفع تجار الجملة إلى فرض زيادات في الأسعار.
في حالة المنتجات الزراعية الطازجة، يتضح من استطلاعنا لبعض الأسواق، أن هناك استقرار في الطلب، في المقابل هناك كثرة المعروض، لكن هذه المنتجات بدأت تأخذ منحى تصاعديا في الأيام الأخيرة مقارنة بالشهر الماضي، فبالحديث عن المنتجات المستهلكة، وصلت البطاطس إلى 55 دينارًا و 60 دينارًا في الأماكن التجارية المغلقة، بينما تبلغ تكلفة الطماطم 80 دينارًا في السوق المغطى كما هو الحال لأسواق لاباستي في وهران و بلوزداد في الجزائر العاصمة والرحبة في قسنطينة.
هذه الجولات في رصد أسعار الخضر والفواكه، أظهرت غلاء منتجات البصل بسعر 50 دج، فيما قدر سعر الباذنجان بـ 100 دج، كما بلغ سعر الخس 70 دج، الجزر 60 دج، الخرشوف 70 دج، أما الفلفل الحار فـبلغ ثمنه 140 دج.
هذه الزيادة طالت أيضا الثمار الموسمية، إذ يتأرجح سعر اليوسفي " المندرين" بين 200 و 250 دج للكيلوغرام الواحد، البرتقالي يتجاوز 150 دج، أما بالنسبة لأسعار الموز فتراوحت بين 210 و250 دج والتفاح تفاوت سعره بين 200 و250 دج، في الوقت الذي يجمع التجار، أن أسعار الفاكهة الموسمية بالكاد تكون معتادة في هذا الوقت من كل سنة، على النقيض يبدي المستهلكون مخاوفهم الكبيرة حيال حدوث زيادات أخرى بشأن هذه المنتجات المستوردة والمستهلكة على نطاق واسع.
