شدد مختصون وعلماء دين على ضرورة تجديد الخطاب الديني من أجل “تحقيق الأمن الفكري للشباب الجزائري”. وأبرز في هذا السياق يوسف بلمهدي، عضوالمجلس الإسلامي الأعلى في أشغال الندوة العلمية الموسومة: “أهمية القيادة الرشيدة في بناء الأمة” التي احتضنتها قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، مضيفا أن بلوغ هذا الهدف يستوجب على وجه الخصوص “تطوير وسائل الخطاب الديني” من خلال “تغيير أسلوب إيصال الرسالة الدينية بالاعتماد على الإيجاز والتعمق في الأفكار”. وتابع أنه يتعين أيضا مراعاة ربط أسلوب البلاغ الإعلامي والعلمي مع الخطاب الديني والإسلامي مع أخذ بعين الاعتبار ـ كما قال ـ خصائص الفئة التي توجه إليها هذه الرسائل الدينية بالموازاة مع استعمال الوسائط التكنولوجية الجديدة ومواكبة تطوراتها.
واستنادا لهذا المصدر الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام لرابطة علماء دول الساحل، فإن استخدام التقنيات الحديثة سيشكل “حصنا منيعا” ضد من وصفهم بـ«أعداء الأمة” الراغبين في تحريف المعرفة الدينية والدفع بالشباب نحوالتطرف والإرهاب باللجوء لهذه الوسائط التكنولوجية.
وبعد أن جدد التأكيد على أن الخطاب الديني يتعين أن يبنى على “الرفق واللين” باعتماد أسلوب “التعريف وليس التعنيف”، أردف أنه يفترض على الأمة الإسلامية “الالتزام بالقيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف وبالسلوكيات الحسنة قبل إصدار أي أحكام على الآخرين.” وأوضح بلمهدي أن اختيار موضوع هذه الندوة لم يكن “اعتباطيا” وإنما تم بعد دراسة ومداولة من طرف أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى بغية “تنوير أفراد الأمة لاستخلاص العبر من مواقف النبي في القيادة.”
كما تخلل هذه الندوة العلمية التي حضرها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبوعبد الله غلام الله وجمع من الأساتذة والباحثين قدموا من عديد جامعات الوطن وطلبة، إلقاء عدة محاضرات ارتكزت على أخلاق المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام منها على وجه الخصوص “الصلح في سيرة المصطفى” و«نظرات فيما يلي من الحكمة في بيت النبوة”. و«منظومة المحبة والسلام في سيرة خير الأنام” و«الحوار مع الآخر صلح الحديبية نموذجا.”