قتلى ومفقودون في عدّة ولايات بسبب ”أمطار الصيف”

سيول جارفة تثير هلعا وطرقات وأنفاق مقطوعة

في تمنراست
في تمنراست

 جرحى ومرعوبون في انهيار ”بيوت الموت”         

خطر الأودية النائمة يتربص بآلاف العائلات         

الجيش يتدخل لإنقاذ المحاصرين

 

البلاد - بهاءالدين . م - أدت التقلبات الجوية الأخيرة إلى وفاة 9 أشخاص هلكوا في برك مائية خلّفتها أودية نائمة بعدّة ولايات فيما يتواصل البحث عن مفقودين.

وتطلبت الأمطار الطوفانية التي أغرقت أحياء سكنية بأكملها وشلّت طرقات محورية 2731 تدخلا من قبل مصالح الحماية المدنية مدعمة بعناصر الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني، حيث تم تقديم يد العون للأشخاص المحاصرين. ولمواجهة الكارثة أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية أن لجنة حكومية مشتركة بالتنسيق مع القطاعات المعنية قد حلّت اليوم بولاية تمنراست ”المنكوبة” لمعاينة الأضرار على أن يتوسع مهمتها إلى ولايات أخرى.

خلفت موجة التقلبات المناخية التي اجتاحت ولاية تمنراست منذ نهاية الأسبوع المنصرم خمس وفيات لقوا حتفهم في برك مائية خلفتها أودية، ومفقود لايزال البحث عنه جاريا، حسب مصدر مسؤول من الولاية.

ويتعلق الأمر بهلاك طفلتين (7 و8 سنوات) غرقا في برك مائية خلفتها فيضانات أودية منطقة تين زواتين الحدودية، علما بأن ثلاثة (3) أشخاص (واحد من جنس ذكر وبنتين) كانت فرق الحماية المدنية قد انتشلتهم عشية أمس الأول جثثهم من بركة مائية بمنطقة تنغاكلي، فيما تتواصل جهود البحث عن مفقود يكون قد جرفته مياه إحدى الأودية بالقرب من ذات المنطقة، وفق ذات المصدر.

وتسببت الأمطار الرعدية التي تهاطلت بغزارة على عدة مناطق الولاية خلال الساعات الماضية بما فيها المنطقتان الحدوديتان عين ڤزام وتين زواتين في سيلان عديد الأودية على غرار أودية تمنراست وأوتول وعين قزام وتين زواتين وغيرها. وغمرت مياه الأمطار المتساقطة على منطقة عين ڤزام الحدودية سكنات تقع في كل من أحياء ”كنتة” و«600 سكن” و«الريفي”، حيث تدخل أعوان الحماية المدنية وبدعم من أفراد الجيش الوطني الشعبي لامتصاص المياه، وتم التكفل بالعائلات المتضررة حيث لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية، مثلما أشير إليه.

كما جرى إنقاذ ثلاثة أشخاص خلال الليلة الماضية من قبل أعوان الحماية المدنية منهم اثنين كانا على متن سيارة رباعية الدفع على مستوى واد سلسكن (55 كلم عن مقر الولاية) بعدما علقت سيارتهما بمجرى الوادي عقب محاولتهما عبوره وهوفي حالة سيلان لتم إجلاءهما إلى مستشفى تمنراست.

وتم أيضا إنقاذ شخص آخر بواد أبلسة (100 كلم عن تمنراست) بعد ما علقت سيارته بذات المجرى المائي، وفق المصدر ذاته. وتقدم مصالح الحماية المدنية بتمنراست نصائح إلى المواطنين عبر الإذاعة المحلية وضمن حملات تحسيسية جوارية تدعوهم فيها إلى توخي الحيطة والحذر وعدم المغامرة في عبور الأودية في حالة السيلان وتجنب الذهاب إلى البرك المائية حفاظا على سلامتهم.

وشهدت من جهتها ولاية إيليزي خلال الساعات الماضية تساقط كميات من الأمطار الرعدية حيث سجل سيلان بعض أودية المنطقة سيما على مستوى جنوب الولاية.

وتدخل الجيش الوطني الشعبي بعين ڤزام خلال اليومين الماضيين، لتقديم المساعدات للمتضررين من الفيضانات التي ضربت المنطقة مؤخرا وفك العزلة وفتح المسالك المقطوعة حسب ما أفادت به وزارة الدفاع الوطني في بيان لها.وأوضح المصدر ذاته أنه ”إثر الفيضانات التي عرفتها بعض مناطق جنوب الوطن، وتطبيقا لتعليمات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي إثر طلب السلطات المحلية للولاية المنتدبة لعين ڤزام، تدخلت مفارز للجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لعين ڤزام بالناحية العسكرية السادسة، خلال اليومين الفارطين، لتقديم المساعدات للمواطنين المتضررين وفك العزلة وفتح المسالك المقطوعة، حيث تم منذ الساعات الأولى تسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة”.وأكدت البيان أن وحدات الجيش الوطني الشعبي ”تبقى على أهبة الاستعداد للتدخل السريع كلما دعت الضرورة لذلك”.

 

خسائر في الأرواح والثروة الحيوانية

 وفي خنشلة أدى التساقط الكثيف للأمطار الرعدية على أغلب بلديات ولاية خنشلة إلى خسائر مادية معتبرة، خاصة في الثروة الحيوانية والقطاع الفلاحي وانهيار سكنات وتدفق السيول إلى أغلب الأحياء بعاصمة الولاية التي حولتها الفيضانات والسيول إلى مكان قفار.

وأكد مواطنون من بلديات غربي وشمالي الولاية أن أمطارا طوفانية فجائية تسببت في سيول جارفة وفيضانات عارمة أدت إلى نفوق رؤوس الماشية من أبقار وأغنام في مناطق عديدة من بلديتي طامزة وأنسيغة، حيث كانت هذه المواشي ترعى بجانب الوديان التي فاضت متسببة في جرفها رغم محاولات الموالين لإنقاذها. كما تسببت الأمطار في انهيار سكنات قديمة وحديثة في مناطق عدة من قرى بلدية طامزة، على غرار نوغيس وعين ميمون وتمقرة وشانتقومة وحويرة، كما ردمت السيول آبارا ومضخات وأتلفت محاصيل زراعية موسمية.

وخلفت الأمطار الطوفانية المصحوبة برعود قوية، ليلة أمس الأول، ببلدية الجزار جنوبي باتنة، هلعا وخوفا مصحوبين باستياء واسع، نتيجة الخسائر المادية الجد معتبرة التي سجلت في صفوف المواطنين الذين أعلنوا حالة الطوارئ، بفعل تسربات المياه التي اجتاحت مساكنهم والتي قدرتها مصادر عليمة بما يقارب 50 منزلا، وسقوط عدد من جدرانها بسبب قوة الرياح. وفي مستغانم تمكّنت عناصر الحماية المدنية، خلال 24 ساعة الأخيرة، من إنقاذ وإخراج 15 شخصا، بعدما غمرت المياه مركباتهم ومساكنهم بفعل الأمطار الغزيرة. كما تم إنقاذ وإجلاء عائلة متكوّنة من 5 أشخاص حاصرتهم مياه الأمطار بمسكنهم المتواجد ببلدية حاسي ماماش، كما تم إجلاء شيخ يبلغ من العمر 70 سنة أصيب بجروح خفيفة إثر انهيار جزئي لسقف غرفة بمنزل قديم بحي سيدي يعقوب بتجديت، مستغانم، فضلا عن 25 عملية امتصاص للمياه في أماكن مختلفة بإقليم الولاية.

 

طوارئ على مستوى الولايات

أعلنت المديرية العامة للحماية المدنية أن مصالحها تدخلت خلال الـ24 ساعة الأخيرة في 2731 عملية إنقاذ وإجلاء عبر الولايات. وتدخلت مصالح الحماية المدنية على خلفية تسجيل 5 وفيات في تمنراست ومصرع شاب يبلغ من العمر 20 سنة غرقا في بركة مائية بالمكان المسمى أشرار ببلدية برج طهير في جيجل و وفاة شخص يبلغ من العمر 32 سنة في سد بالمكان المسمى واد التحت ببلدية عين فراح في معسكر. كما سجلت وحدات الحماية المدنية تدخلات أخرى في ولايات ڤالمة، الطارف، خنشلة، جيجل، أم البواقي، وسوق أهراس، حيث قامت مصالح الحماية المدنية لولاية أم البواقي بانتشال شخص من جنس ذكر يبلغ من العمر 65 سنة جرفته مياه الواد بالمكان المسمى مشتة بوعثمان ببلدية أم البواقي، كذلك وفاة شخص يبلغ من العمر 32 سنة إثر تعرضه لصاعقة رعدية بقرية شيشات ببلدية بوشقوف ولاية ڤالمة. كما تم إنقاذ 3 عائلات كانت محاصرة بالمياه داخل منازلها بقرية عين لحمة ببلدية بابار ولاية خنشلة.

في هذا السياق قامت مصالح الحماية المدنية لولاية سوق أهراس بعدة عمليات امتصاص المياه داخل الأحياء في كل من بلديات سوق أهراس، سدراتة وتاورة دون تسجيل ضحايا.

 

انقطاعات وتضرر شبكة توزيع الكهرباء

 وإثر الأمطار الطوفانية والرعود التي شهدها شرق وجنوب شرق البلاد سجلت الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز ليلتي أمس وأول أمس اضطرابات في التموين بالكهرباء مست ولايات عنابة وسوق أهراس والطارف وإيليزي وتمنراست. وأفاد بيان للشركة بأنه ”بفضل التعبئة السريعة للموارد البشرية والمادية التابعة لمديريات التوزيع بهذه الولايات، تمت عمليات إصلاح الأعطاب وإعادة التموين في وقت قياسي بالرغم من الظروف المناخية القاسية”.

 

لجنة حكومية في المناطق المنكوبة

تقرر إيفاد لجنة وزارية مشتركة بالتنسيق مع القطاعات المعنية إلى ولاية تمنراست إثر الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها المنطقة حسب ما أفادت به وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على أن تتوسع مهمة اللجنة إلى ولايات أخرى متضررة حسب الوضعية الميدانية وفقا لمصدر مسؤول من الوزارة.

وتتابع خلية الأزمة التي تم إنشاؤها على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية منذ سنة 2008 ”بشكل مستمر” عملية التكفل بآثار التقلبات الجوية على المستوى الوطني منذ الإعلان عن الاضطراب الجوي الأخير. وأوضح المصدر أن الخلية ”تتابع بشكل دائم ليلا ونهارا الأعمال التي تتم على المستوى الوطني في إطار معالجة آثار التقلبات الجوية المسجلة على شتى الأصعدة”.

وأضاف  المصدر أن خلية الأزمة تتابع بشكل خاص الأعمال المتخذة من حيث الخسائر البشرية والمادية وتنظيم الإغاثة وتموين السكان بالمواد الطاقوية والأساسية ووضعية مختلف الشبكات على غرار الطرق والتزود بالمياه الصالحة للشرب والطاقة والاتصالات.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا

  2. أمطار غزيـرة على 18 ولايـــة

  3. أمطار غزيــرة على هذه الولايات

  4. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34535 شهيد

  5. قرية سياحية ذات طابع فلاحي بمقاييس عالمية بقسنطينة

  6. مجلس قضاء الجزائر: حجز عقارات وأموال تفوق 543 مليار سنتيم ضمن شبكة إجرامية تعمل في تجارة التبغ

  7. أمطار غزيــرة على على هذه الولايات

  8. حج 2024.. سفارة السعودية بالجزائر تنبه الحجاج

  9. وزارة العدل تعلن فتح مسابقة توظيف وطنية

  10. ضمن برنامج "عدل".. الشروع قريبا في بناء 1200 وحدة سكنية بتبسة