الجزائريون يبدعون في شعارات “تروحو ڤاع”

43 يوما من الحراك رسخ للعالم معاني السلمية ووحدة الوطن

الحراك الشعبي
الحراك الشعبي

البلاد - حليمة هلالي - يواصل الجزائريون إعطاء دروس في السلمية وفي النصر للشعوب العربية وحتى للعالم وأبهر بحراكه الشعبي ضد النظام ورموزه كل من رام الهمجية والعنف له وبرهن للجمعة السابعة على التوالي، أن الرسالة الوحيدة هي المحافظة على أمن الوطن ومحاسبة كل من تسول له نفسه نهب مال الشعب أو غرس أي فكرة تهدد مصيره، فالملايين من أبناء الوطن خرجوا اليوم  لاستكمال طريقهم الذي بدأوه منذ 22 فيفري الماضي وهذه المرة لاجتثاث كل وجه يمثل العصابة وطرده نهائيا حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه تكرار السيناريو.

وخرج اليوم، آلاف الجزائريين للجمعة السابعة على التوالى، رافعين شعار رحيل بقايا رموز النظام وجاء الحراك الشعبي هذه المرة بعد استقالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ولم يغب رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن نقل أجواء ثورة الشارع، فمنذ بدايته والصور والفيديوهات تتداول عبر صفحاتهم، تضمنت عدة معان وتنصب في فكرة واحدة.

 

“كليتو لبلاد يالسراقين” تزلزل الحراك

ولعل أهم الشعارات والهتافات التي أطلقها المتظاهرون، اليوم، هي عبارة “كليتوا لبلاد يالسراقين” وعبارة “البلاد بلادنا ونديرو رينا”.

كما تداول الفيسبوكيون صورا تم التركيز عليها وهي “طرد الباءات الأربعة أمثال “بدوى وبوشوارب وبلعيز وبن صالح” وككل جمعة ضرب المتظاهرون موعدهم مع الرسائل المعبرة وحتى الظواهر الاجتماعية كانت حاضرة بقوة فمن الاعلام الوطنية التي رفرفت في سماء الجزائر، إلى الأوشحة الخضراء التى غطت رؤوس المتظاهرين ولم يبخل المواطنين على بعضهم، فمنهم من اخرج المأكولات وآخرون المياه والحلويات.

 

حراك الشعب بصوت واحد “لا نريد بقاء نظام بوتفليقة”

وتعددت شعارات الجمعة السابعة على التوالي وأظهر الجزائريون إصرارهم على رحيل جميع رموز نظام الرئيس المستقبل، عبد العزيز بوتفليقة وهذا في كل المنابر سواء في مواقع أو في الواقع. وعبروا عن رفضهم لحكومة تصريف الأعمال الجديدة التي قام بتشكليها الوزير الأول، نور الدين بدوي، مع دعوتهم لتطبيق المادتين 7 و8 التي تعطي للشعب الخيار” في اختيار قادة البلاد. ومن بين شعارات المواطنين “لماذا الاستهزاء بالشعب ما هذه المهزلة” ولم تغب عبارة “تتنحاو ڤاع”.

 

غضب شعبي على الباءات الأربع

ويعتبر رحيل الباءات الاربع (بن صالح، بدوي، بلعيز وبوشوارب)، مطلبا أساسيا للجزائريين وهذا تأكيدا لشعار “يتنحاو قاع” الذي تبناه الشارع منذ أسابيع، وذلك ضمانا لفترة انتقالية نظيفة بعيدا عن رجال بوتفليقة الذي لم يكتف الجزائريون بعزله من الحكم، بل يطالبون بعزل كل رموز نظامه الفاقد للشرعية وفي مقدمتهم رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس الحكومة الجديدة نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري عبد القادر بن صالح، الذي يرفض الجزائريون تفويضه لرئاسة الدولة خلال الفترة الانتقالية.

وما أثار الحراك ايضا تغيير حكومة تصريف الأعمال التي يقودها نور الدين بدوي، والتي تم تعيينها يوم 31 مارس من قبل الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة ساعات قبل توقيعه على وثيقة استقالته ورفض الجزائريون لأية حلول يقترحها بوتفليقة على الجزائريين الذي يريد تسيير المرحلة الانتقالية بأسماء يزكيها الشعب وتحظى بثقة الأغلبية المطلقة. كما يؤكد الشعب على ضرورة تطبيق المادتين 7 و8 منه، الذي يعتبر ضمانة دستورية لأخذ الشعب بزمام أمور تنظيم مستقبله بعيدا عن أيادي التزوير ومحاولات الالتفاف على مطالب الشعب.

 

التضامن الانساني للجمعة السابعة على التوالي

«ككل مرة ضرب المواطنون صور التضامن وسط المسيرات، فمنهم من قدم المأكولات خاصة بالجزائر العاصمة، للقادمين من مختلف ولايات الوطن للمشاركة في مسيرات الجمعة السابعة ومنهم من قدم “الزلابية” والحلويات. للاشارة، فقد جند الجزائريون للخروج في مظاهرات مليونية، للتأكيد على مواصلة الحراك الشعبي لمسيرة إسقاط رموز النظام السياسي الحاكم، والتأكيد على سيادة الشعب في تقرير مصيره خارج دوائر السلطة الفاقدة للشرعية منذ 22 فيفري الماضي.

وأعلن الجزائريون رغبتهم في الخروج الى الشارع بعد استقالة الرئيس وبعد إعلان الحكومة الجديدة التي زادت في تاجيج الحراك السابع واستجاب الشعب لنداءات منصّات مواقع التواصل الاجتماعي، الذي كان سباقا للتعبئة الشعبية لمواصلة الحراك الرامي إلى رحيل كل رموز النظام السياسي وتحرير كل مؤسسات الدولة من دوائر حكم السلطة التي رفظها الشعب.

 

أعمال فنية وصور فكاهية تميز الحراك

جذب الحراك الشعبي كل الاطياف الجزائرية ولم يغب الفنانون وحتى الراسمون والمسرحيين والمغنون، خاصة وأن هذه الفئة هي الأخرى تعاني التهميش وانضمت للحراك استجابة للنداء الوطنى وكذا ضد التعيين الأخير الذي قام به الوزيرالأول بجلبه الوزيرة الجديدة مريم مرداسي التي قالوا عنها إنها لا تمثلنا وثاروا ضدها وضد بدوي. وأشاد الفنانون بالحراك وبسلميته وآخرون قاموا بتأليف مسرحيات وأفلام قصيرة وحتى رسوم ضد النظام وأشكاله وتم بثها على المباشر في الساحات العمومية وكذا في صفحات التواصل الاجتماعي.

 

راية وطنية من 1958 تشارك في الحراك الشعبي

وحتى المواطنين عبروا بطريقتهم في المسيرات السلمية، ففي العاصمة رفع أحد المتظاهرين علما جزائريا يعود إلى سنة 1958 سلمه كريم بلقاسم إلى جدته، معتبرا أنه ملك لكل الجزائريين، حيث لا يزال فيه دم الشهيد. وتبقى السلمية هي شعار الحراك الشعبي الذي برهن على أخوة واتحاد الشعب الجزائري.

 

عندما يتحول البريد المركزى والنفق الجامعي إلى رمزين للحراك

تحولت ساحة البريد المركزى منذ 22 فيفري الماضي إلى يومنا هذا، بالاضافة إلى النفق الجامعي إلى رمز للحراك الشعبي، فمنذ اول حراك أصبحت هذه الأماكن مقصدا للمحتجين يأتونه من كل مكان ودخل البريد المركزى التاريخ من بابه الواسع لما له من قيمة عند الجزائريين الذين حملوا الاعلام وتوحدوا تحت سقفه، مرددين شعارهم الوحيد تحيا الجزائر ويسقط النظام.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. الرئيس تبون يعلن عن زيادات في معاشات ومنح المتقاعدين

  2. أمطـار غزيــرة عبر 5 ولايات

  3. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34596 شهيد

  4. ريــاح قوية على هذه الولايات

  5. عقوبات رياضية صارمة على تونس.. والسبب؟

  6. امتحان تقييم مكتسبات التعليم الابتدائي بـ 6 مواد فقط

  7. رئيس الجمهورية: الحراك المبارك أنقذ البلاد من الممارسات المافياوية

  8. فتح باب الحجز عبر الإنترنت لعرض "أسرة -OSRA"

  9. على المستوى الدولي.. بنك التنمية المحلية "BDL "يعتزم إطلاق خدمة الدفع الإلكتروني

  10. رميًا بالرصاص.. شاهد لحظة مقتل مشاركة في مسابقة ملكة جمال الإكوادور "فيديو"