الجزائريون يقضون "عواشير" عيد الأضحى يلهثون وراء قطرة ماء !

فواتير خيالية تجنيها الشركة الفرنسية "سويز" مقابل حد أدنى من الخدمة

البلاد.نت- حكيمة ذهبي- صنع عيد الأضحى المبارك لهذه السنة، مشهدا متكررا ألفه الجزائريون الذين تركوا أضاحيهم على جنب، وراحوا يلهثون وراء قطرة ماء، بعدما جفت حنفياتهم، منذ الساعات الأولى لـ "عواشير" العيد.  

لعل من أبرز المشاريع التنموية الضخمة، التي تباهت بها الحكومات المتعاقبة للرئيس السابق، بوتفليقة، كانت تلك المتعلقة بتزويد الساكنة بالماء الشروب، لكن من يصدق أن حكومات توالت في إنفاق 1000 مليار دولار على مدار عشرين سنة، فشلت في جعل حنفيات الجزائريين تسيل حتى في المناسبات الخاصة، لعل من أبرزها عيد الأضحى الذي يستلزم كميات كبيرة من المياه لغسل الأضحية.

وصنعت طوابير الدلاء والقارورات ذات الحجم الكبير، مشهدا دراميا طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، الذي وجد الجزائريون أنفسهم فيه يتناطحون أمام المنابع الطبيعية للظهر ببضع لترات من الماء الشروب لسد رمقهم وغسل الدرن الذي خلفته عملية النحر.

 

احتجاجات عبر عدة ولايات وغلق للطريق السيار في الجهة الشرقية

فبقسنطينة، المدية، تيزي وزو، المسيلة، الشلف، سطيف، سكيكدة، البويرة وغيرها من ولايات الجمهورية، سجلت بعض منها احتجاجات كبيرة بلغت حد غلق الطريق السيار شرق-غرب، بالأخضرية، بعدما قضى المواطنون فيها العيد وقبله الصائفة يركضون بحثا عن قطرة ماء، يسدون بها حاجياتهم وكل الأصابع توجه إلى شركة "الجزائرية للمياه" التي يتهمها المواطنون بالتقاعس في توفير هذه المادة الحيوية خاصة خلال المناسبات. 

 

الأمن المائي للجزائريين رهينة شركة "سويز" الفرنسية

بعدما كانت الجزائر، متحفظة على تجديد العقد لشركة "سويز" الفرنسية، الذي يجمعها بالجزائرية للمياه، ذلك أن تقريرا كان قد أعده خبراء لصالح وزير الموارد المائية السابق، حسين نسيب، قد أثبت أن الإطارات الجزائرية قادرة على النجاح في مهمة تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب بشكل دائم وبدون انقطاع، بالإضافة إلى تحكمها في التكنولوجيا الحديثة وكيفية إصلاح التسربات، لتتراجع عن ذلك، واستفادت الشركة الفرنسية من عقد جديد لمدة ثلاث سنوات، ليبقى الأمن المائي للجزائريين رهينة "سويز" التي كان اتفاقها مع الجزائر في البداية، مبنيا على ضرورة نقل الخبرات والتكنولوجيا وتكوين الإطارات الجزائرية وإكسابها الخبرة الميدانية في مجال تسيير وتوزيع المياه  الصالحة للشرب.

وحسب مراقبين، فإن العيب يكمن في العقود التي وقعتها الحكومة الجزائرية مع الشريك الفرنسي، التي تحدد لشركة "سويز" صلاحيات تغيير العدادات وترميم وعصرنة الشبكات القديمة، مقابل أرباح طائلة تجنيها الشركة الفرنسية، بالمقابل تفرض تسعيرة خيالية على الجزائريين.

ويرى خبراء أن استغلال الجزائر لثروتها الضخمة من المياه الجوفية، هو من سيحسم الأمور إيجابا ويجعل البلد محصنّا ضد أي أزمة قد ترهن الأمن المائي للأجيال المقبلة، والتي يفوق حجمها 40 مليار متر مكعب، لكن مراقبين يرونه تحديا بعيد المنال لم يتجسد حتى في عهد البحبوحة.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  10. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان