إذا كنتم تستطيعون كل هذا..!!

أليس من حق الرأي العام محاسبتكم على هذا التأخير.. الذي دام خمسين عاما بأقل تقدير؟

تصريح وزير الصناعة والمناجم بأن الجزائر "تسجل تقدما في الصناعات الميكانيكية".. وأنها بصدد تحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج الإسمنت مع إمكانية للتصدير.. وإنها ستصدر "الألبسة الجاهزة" لاحقا.. يمنحنا بعض الأمل والتفاؤل.. بأن إحدى عجلات القطار المنفلت قد بدأت تعود إلى السكة.. وربما تلحق بها باقي العجلات.

 لكننا اختبرنا تصريحات أغلب الوزراء.. فكانت النتيجة أن الكلام يفوق الأفعال.. وأن الوزير الجديد يمحو أثر الوزير القديم.. والحكومة الحالية تشطب الحكومة السابقة.. لنبقى أسرى دائرة مفرغة.. فالديناصورات لا يخدمها أي استقلال اقتصادي.. والشركات الفرنسية كما الصينية لا تستفيد من كونها منتجة في الجزائر.. بل فائدتها الجمة أن تصدر إلينا منتجاتها تامة الصنع.. فهم يريدون الجمل بما حمل.

 من الطبيعي ألا نلوم الأجنبي.. فحرصه على مصلحته ومصلحة بلده ليس عيبا في حد ذاته.. العيب في صانع القرار الجزائري الذي لا يلتفت إلى مصلحة بلده.. فيختار إغناء الشركات الفرنسية.. وضخ مزيد من المليارات في خزائن الصين وفرسنا وإيطاليا.. ولتذهب خزانة الدولة الجزائرية إلى الجحيم.. ولعل هذا ما دفع بملايين الجزائريين إلى التساؤل عن مصير "ألف مليار" دولار أين تبخرت؟

هل يجدي التذكير بأن الجزائر كانت تملك صناعة ميكانيكية.. حين كانت الإمارات والسعودية تنتقلان على ظهور الجمال؟ فأين ذهبت تلك الصناعة.. من الشاحنات والحاصدات والجرارات.. وما هو مصير الصناعة الإلكترونية التي نمت بالتوازي معها؟

 الراجح أنها ذهبت بذهاب بومدين رحمه الله.. تلاشت في مهب الاستيراد الأعمى.. وجاءنا من فتح الباب للأجنبي كي يدخل فاتحا.. وظهر على سطح الفقاعة المبشرون الجدد.. الذين حملوا إلينا وعدا بالجنة التي لم ندخلها بعد.. ولا ندري على أي مسافة تقع.. ما نرجوه ألا تكون على بعد سنوات ضوئية.. فنحن لا نملك صواريخ تنطلق بسرعة الضوء.

 كلام الوزير أعجبني.. لكني لا أثق فيه.. لا باعتباره وزيرا قديما تم تجديده.. فيقال له ماذا فعلت سابقا حتى تفعل الآن.. بل لأن منظومة صناعة القرار الاقتصادي اعتادت خذلانا بالكلام وبالأفعال أيضا.. وما منتدى الأعمال الجزائري الفرنسي.. الذي تحدث على هامشه الوزير.. أقول على هامشه لأن جوهره غير ما يطفو على سطحه.. إلا دليلا على أن التصحيح المنشود ليس غدا.

 أقول للوزير: إذا كنتم تستطيعون كل هذا.. فلمَ تأخرتم عن إنجازه إلى اليوم؟ أليس من حق الرأي العام محاسبتكم على هذا التأخير.. الذي دام خمسين عاما بأقل تقدير؟

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. عفو رئاسي بمناسبة الذكرى 63 لعيد الاستقلال والشباب 

  2. أمطار رعدية مرتقبة غدًا السبت عبر عدة ولايات من الوطن

  3. أمطار رعدية على هذه الولايات

  4. أمطار غزيرة ورعود عبر هذه الولايات

  5. هذه أسعارالنفط لنهار اليوم

  6. مقتل 3 جنود إسرائيليين بعمليات في قطاع غزة

  7. الرئيس تبون يتوجه برسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 63 لعيد الاستقلال

  8. تسمية مقر المديرية العامة للأمن الوطني باسم المجاهد المرحوم أحمد درايعية

  9. حصة الجزائر من إنتاج النفط الخام سترتفع بـ 12 ألف برميل يوميا ابتداء من أوت المقبل

  10. بيلباو يجدد عقد ويليامز ويُغلق الباب أمام برشلونة