أم الفضائح

أعتقد أن بوتفليقة قد انتقم من الجميع.. ثم انتقم من نفسه..

أعتقد أن بوتفليقة قد انتقم من الجميع.. ثم انتقم من نفسه.. وليس أدعى للحزن أن يتولى رجل محطم بدنيا ونفسيا أخطر مهمة في الدولة.. ليكون رئيسا بصلاحيات إمبراطورية.. وهو نزيل مقيم في مستشفيات فرنسا وسويسرا.. غائب عن الشأن العام.. لم يُسمع له صوت منذ سبع سنوات بأقل تقدير. أظن أن أم الفضائح تبدأ من هنا.. وعنها تتفرع باقي الفضائح.. التي لطخت وجه الدولة الجزائرية.. وأساءت إلى سمعتنا بوصفنا شعبا يحكمه رئيس لا يتكلم.. حبيس كرسي متحرك.. عاجز عن التكفل بخاصة نفسه.. فكيف بأعباء دولة بأكملها.. وكما نُعتنا في التسعينيات من القرن الماضي بأننا شعب همجي يقتل بعضه بعضا.. وخصصت فرنسا للجزائريين القادمين إليها مطارا خاصا ينزلون فيه باعتبارهم قنابل موقوتة أو متحركة.. فقد قيل عنا الآن إننا أخنع شعب على ظهر الكوكب.. رضي أن يُحكم من القبر.. وجاء من يتحدى شرف الجميع معلنا أنه سينتخب بوتفليقة حتى ولو كان في القبر!
لقد خُرق الدستور بشكل فاضح.. وديس بعنف على القيم والأخلاق والقوانين والمؤسسات.. وأُسست عصابة فائقة القوة والسلطة والتنظيم.. احترفت النهب والسلب وقمع الأصوات المعارضة.. وعُمل بسبق الإصرار على تفكيك أوصال الدولة والمجتمع.. فلم يبق للشارع شيء يخسره عندما نزل بالملايين.. مطالبا برحيل آل كابون الجزائر.. لقد بلغ الفساد حدا أصبح معه الصمت خيانة.
استحوذ بوتفليقة على السلطة بترتيب محكم ممن جاؤوا به قبل أن ينقلب عليهم.. جاء وهو يعلم أنه لم يأت مصلحا.. ولا يحمل خارطة للعزة والكرامة كما كان يدعي في خطاباته.. ولم يكن يعنيه ما يقال عن الجزائر في الداخل أو في الخارج حيث سفرياته المكوكية.. فما كان ينزل من طائرة إلا ليمتطي أخرى.. ولم تكن تشغله دماء الجزائريين التي سالت أنهارا.. كان مسكونا بجنون التفوق والعظمة والمجد الزائف.. وحب السلطة وممارسة النفوذ إلى أقصى حد.. والإطاحة بالخصوم في كل المستويات.. كان يتلذذ بثقب شرايين الدولة.. ليرى دمها ينزف في كل مكان.. وهو المطرود من حزب (ج ت و) في الثمانينيات بتهمة الاستحواذ على المال العام.
عاد ليحكم وبداخله شحنة متفجرة من الحقد على الجميع.. فحطم الأحزاب.. وحول مؤسسات الدولة إلى دكاكين لبيع وشراء الذمم.. وفتح الباب على مصراعيه أمام بائعي الخردوات المجلوبة من كل القارات.. وزرع مرض الزبائنية في النفوس.. وسلم زمام الدولة لكائنات سياسية خرقاء.. ولم يبق سوى تتويجه ملكا.
هي فضيحة القرن.. تضاف إلى فضائح سابقة.. أنتجت هذا الوضع البائس الذي لا يتلاشى بيسر.. بل بقدرة الجزائريين على استرداد وعيهم.. وافتكاك حريتهم من سالبيها.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وزارة الطاقة والمناجم: نتائج استكشاف "الليثيوم" في الصحراء ايجابية

  2. أمطار رعدية على هذه الولايات

  3. الجنائية الدولية تحذر من يهدد موظفيها بالإنتقام

  4. بعد 12 عامًا.. بوروسيا دورتموند يعلن رحيل ماركو رويس

  5. ملعب الدويرة.. تعليمات جديدة من وزير السكن

  6. استقبال الجرحى في الجزائر : سفير دولة فلسطين يثمن موقف دولة الجزائر المساند للفلسطينيين

  7. إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى من مصر إلى الجزائر

  8. انطلاق عملية تحضير مواضيع امتحان شهادة البكالوريا دورة 2024

  9. بطلب من الجزائر..مجلس الأمن الدولي يجتمع الأسبوع الجاري لبحث المقابر الجماعية في غزة

  10. الاحتجاجات الطلابية بالولايات المتحدة تمس أكثر من 120 جامعة أمريكية و ما يفوق 2000 معتقل