الإنترنت رئة العالم.. فبمَ نتنفس نحن؟

الأنترنت لم تعد ترفا تكنولوجيا أو حضاريا.. حتى يتم الاستغناء عنها..

 

 لا أدري إلى أي حد تبدوالمعلومة المتداولة.. بشأن عزم الحكومة حجب مواقع التواصل الاجتماعي  وتحديدا “الفايسبوك” أومحاصرتها والتضييق عليها.. صحيحة وتشكل هاجسا يؤرقها فعلا.. كما لا أدري إن كانت الجزائر شاذة واستثنائية في هذا العالم.. لتفكر في الإقدام على خطوة رعناء كهذه!

  فإذا كانت الدنيا تتقدم بل وتقفز يوميا إلى الأمام.. فهل اخترنا نحن السفر إلى الماضي.. لنعلق هناك.. متشبثين بوهم أن هناك من يحكم ومن يُحكم.. من يأمر ومن ينفذ.. من يتسلط ومن يستسلم له.

  الأنترنت لم تعد ترفا تكنولوجيا أو حضاريا.. حتى يتم الاستغناء عنها.. وعندما ابتكرها الأمريكان لأغراض عسكرية.. ما فكروا ابتداء في تمكين غيرهم منها.. كانت سلاحا سريا يتفوق على كثير من أسلحة الدمار الشامل.. كانت سلاحا ناعما لكنه فعال جدا.. اليوم لا ندري إلى أين وصل الأمريكان.. لكننا نعلم يقينا أنهم ابتعدوا كثيرا.. بقدر ما نبدو نحن في ذيل القافلة التكنولوجية.. نتخبط ولا نكاد نتبين طريقا للمستقبل.

  الحكومة الديمقراطية لا تخشى الإنترنت.. بوصفها حكومة شفافة.. يمكن رؤيتها من الداخل.. ليس لديها ملفات سرية تخشى اطلاع الرأي العام عليها.. ولا أمراض خبيثة تتحرج من أن تكتشفها المعارضة.. ولا مخططات غير وطنية تحاول حجبها عن مواطنيها.. الحكومة الديمقراطية تعرض نفسها ليراها الناس جميعا.. أما أن يأتي من يتحدث باسم الحكومة والدولة .. أوباسم الوطن والشعب.. ليقول إن “الفايسبوك” خطر على الدولة.. وهو الذي أفضى إلى الثورات العربية  والفوضى اللاحقة عليها.. لذا يجب ضبطه والسيطرة عليه.. فهذا عنوان عريض وبائس.. لكتم آخر أنفاس الحرية..

 والإيغال في مصادرة حق الناس في التعبير عن أنفسهم.. وفرض وصاية بائسة كنا نظنها قد صارت من الماضي.

  روسيا والصين اللتان يتمثل بهما البعض.. ويسعى للاقتداء بهما واستنساخ تجربتهما في الحجب والتعتيم.. هما أسوأ دولتين كبيرتين في العالم.. حيث الحاكم.. لا يتعدى كونه ديكتاتورا أو عصابة ترعى مصالحها الخاصة.. ولا يهمها بعد ذلك أن تذهب الحريات والحق في التعبير والديمقراطية بكافة مقتضياتها إلى الجحيم.

وعمليا.. كما لا يمكن العيش بغير كهرباء أو هاتف.. كذلك لا يمكن العيش بغير إنترنت.. حيث يتعذر فك الارتباط العالمي بين ملايير الناس.. ممن اختاروا التنفس والتواصل من خلالها.. ومن يفكر في عكس اتجاه الزمن.. عليه أن يقبل العيش في عصر ما قبل البخار. 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  2. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  3. صوامع الحبوب.. رهان الجزائر لتقوية الإنتاج الزراعي و تحقّيق الأمن الغذائي

  4. الفريق أول شنقريحة يشرف على تمرين "الحصن - 2024"

  5. الجوية الجزائرية: هذا موعد أول رحلة للحجاج إلى البقاع المقدسة

  6. بريد الجزائر.. هذه مدة الاحتفاظ ببريد الزبائن على مستوى المكاتب

  7. الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  8. تزامنا مع انطلاق الاحصاء العام للفلاحة غدا ..إصدار طابعين بريديين حول الإحصاء العام للفلاحة 2024

  9. مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  10. توقيع اتفاقية شراكة بين صندوق " الكناص" والمركز الاستشفائي الجامعي البلجيكي بروقمان