الغيبوبة النفطية

المحروقات مورد ثمين جدا.. ساقه الله إلينا دون جهد منا..

 

 

المحروقات مورد ثمين جدا.. ساقه الله إلينا دون جهد منا.. وبدل أن نستغله برشاد وحكمة.. لنستثمره في بناء اقتصاد إنتاجي حقيقي.. يوفر ثروة دائمة.. ويسمح بتحقيق نمو فعلي.. حولنا هذا المورد إلى مصدر لغيبوبة اقتصادية مزمنة.. قد لا نتخلص منها قريبا.

 فمحور تفكيرنا ونشاطنا وصراعنا هو النفط.. أهملنا كل الموارد الأخرى.. واخترنا الحل السهل.. الذي يوفره الريع النفطي.. وأقصينا كل مبادرة خارج المحروقات.. ووضعنا رؤوسنا منذ ما يقرب من نصف قرن على وسادة نفطية.. وعندما استفقنا على وقع الزلزال النفطي الراهن.. لا يبدو أننا قد استعدنا وعينا!

كل الدول المصدرة للنفط.. بقيت متخلفة وهشة.. واعتراها الكثير من الفساد المالي.. حيث رهنت مستقبلها لسعر النفط.. واختارت البقاء دولا منتجة للنفط لا أكثر.. لتقع باستمرار في أكثر من ورطة اقتصادية واجتماعية.

سيجتمع منتجو النفط في الجزائر قريبا.. فما هي أقصى توقعاتهم بشأن إعادة التوازن إلى سوق النفط؟ وهل بمقدورهم إنعاش الأسعار التي تنهار باستمرار.. معبرة عن حالة من عدم الاستقرار؟ وهل يستطيعون بحكم المصالح المتباينة فيما بينهم.. وإزاء المستهلكين الكبار الذين يملكون أوراق التأثير والمناورة.. تجاوز عنق الزجاجة حيث علقوا أخيرا؟

 تقديري أن عهد الرخاء النفطي قد ولى بغير رجعة.. وبعض الدول المصدرة.. قد تتحول إلى دول مستوردة في الأجل المنظور.. وفي القائمة تحضر الجزائر بحكم زيادة الاستهلاك المحلي وتراجع الاحتياطي.. فهل نثق في وعود الحكومة التي تحدثنا عن عهد ما بعد النفط.. وهي لا تفعل شيئا للعبور بنا إلى عهد ما بعد الغيبوبة النفطية؟

 إن خياراتها الراهنة لا تنبئ مطلقا بجديتها.. ولا بامتلاكها رؤية سديدة وعملية.. تحملها على بناء اقتصاد خارج النفط.. وكل ما جنيناه من الوفرة النفطية التي تراكمت في السنوات الماضية.. هو التقاعس عن الاستثمار المنتج.. وتبذير هذه الثروة في الاستهلاك الباذخ.. وانحسار تفكيرنا في دائرة حقول النفط والغاز.. وبروز فئة من الأثرياء الطفيليين الذين لا يملكون أي رؤية اقتصادية.. بقدر ما يعنيهم جني ثروات طائلة.. في أقصر وقت وبأقل كلفة.. ثم تهريبها إلى الخارج.

كي تزول الغيبوبة النفطية.. التي أبقتنا خارج نطاق الوعي بتحديات العولمة الاقتصادية.. يجب أن يقتنع سياسيونا أن عهد النفط قد ولى.. وأن ينبثق برلمان جديد لا يتماهى في أوهام الحكومة.. ويملك القدرة على قلب الطاولة عليها إن حاولت تناول هذا المخدر مرة أخرى.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  2. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  3. صوامع الحبوب.. رهان الجزائر لتقوية الإنتاج الزراعي و تحقّيق الأمن الغذائي

  4. الفريق أول شنقريحة يشرف على تمرين "الحصن - 2024"

  5. الجوية الجزائرية: هذا موعد أول رحلة للحجاج إلى البقاع المقدسة

  6. بريد الجزائر.. هذه مدة الاحتفاظ ببريد الزبائن على مستوى المكاتب

  7. الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  8. تزامنا مع انطلاق الاحصاء العام للفلاحة غدا ..إصدار طابعين بريديين حول الإحصاء العام للفلاحة 2024

  9. مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  10. توقيع اتفاقية شراكة بين صندوق " الكناص" والمركز الاستشفائي الجامعي البلجيكي بروقمان