لفتت انتباهي.. قصة السيناتور الجمهوري “بوب بينيت”.. الذي توفي قبل أيام.. عقب إصابته بجلطة دماغية.. فقد روى أفراد من أسرته.. عن تحول عجيب في أفكار المعني واهتماماته.. حيث أبدى امتعاضا شديدا من مواقف المرشح الجمهوري “ترامب” المتعصب ضد المسلمين
وقال بنفسه لإحدى الصحف المحلية.. “هنالك الكثير من المسلمين في هذه المنطقة ـ حيث يقيم ـ أنا سعيد بوجودهم هنا”.. بل إن الرجل كان يسأل في ساعاته الأخيرة.. إن كان يوجد مسلمون في المستشفى حيث يعالج! وتمنى ـ كما نقل عنه ـ لو ذهب “إلى جميع المسلمين واحداً واحداً في الولايات المتحدة، ليشكرهم على وجودهم في هذه البلاد”.. فقد كانت قضية المسلمين “ملحة على عقله في آخر أيام حياته”.. وكان يوليها اهتماما خاصا.. و«مشغولاً بفعل أشياء كان يشعر بأنها قد تركت دون فعل شيء بخصوصها”. ـ كما صرح ابنه.
بل بلغ به الأمر.. أن يذهب إلى المسلمات المحجبات..”ليخبرهن أنه سعيد بأنهن في أمريكا وأنهن مرحب بهن هنا” أي في أمريكا كما روت زوجته.
***
سواء كان ما اعترى السيناتور مجرد صحوة ضمير استشعرها وهو على فراش الموت.. أم شيئا آخر لا نعلمه ولم يجر التصريح به.. فقصته تحيلنا إلى أمرين اثنين على الأقل.. الأول إن المسلمين ـ أكثـرهم طبعا ـ مظلومون .. ويُساء إليهم بغير وجه حق.. في أمريكا وفي غير أمريكا.. ويُحمَّلون جريرة الخطايا التي يرتكبها بعض المسلمين ممن ينتسبون زورا إلى الإسلام.. أو ممن يفهمونه فهما سيئا.. ويتحول بسببهم إلى “بعبع” مخيف.. ينتج كل هذه “الإسلاموفوبيا”.
والثاني.. ماذا فعلنا نحن المسلمين ـ غير السيئين ـ لعرض رسالة الإسلام على العالمين؟ وهل أدركنا ما يقع على عاتقنا.. من حيث تبليغ الإسلام.. ليس بالكلام فقط.. بل بالأفعال والمواقف؟
إن نصيبا مما يلحق الإسلام من تشويه.. سببه المسلمون.. ممن ينقلون إلى أوروبا وأمريكا أخلاقهم الفجة والبدوية.. ويصرون على أنها صورة الإسلام الصحيح.. غافلين عن حقيقة أن الإسلام لا يتحيز في جغرافيا.. ولا ينتسب إلى سلالة.. ولا ينتمي إلى أمة تضيعه ولا تقيمه.
وبالجملة أقول.. إن المسلمين السيئين ـ وأعني بهم من يسيئون للإسلام عمدا أو حتى بنية حسنة ـ.. ليسوا حجة على الإسلام.. ومن الأجدر تنحيتهم جانبا.. وكشف عوارهم.. والتنبيه إلى زلاتهم وخطاياهم.. وإلا عد “البغدادي” خليفة للمسلمين بكل جدارة!!
