من قال إن الرياضة.. ليست سياسة؟

السياسة تلازمنا في كل شيء.. نستنشقها كالهواء.. ونتشربها كالماء..

 

السياسة تلازمنا في كل شيء.. نستنشقها كالهواء.. ونتشربها كالماء.. وتتخلل أحلامنا في النوم واليقظة.. وتسير معنا في الشارع.. وتصحبنا إلى المسجد.. وترافقنا إلى الملاعب.. وتجلس معنا في المقهى... ومن قال غير ذلك.. إما واهم لا يعرف السياسة.. أو مكابر لا يريد الاعتراف بأن السياسة تولد وتموت معنا.. فهي جزء من حياتنا.. إن لم تكن هي الحياة بتعبيراتها المختلفة.

  قصة المصارع المصري الذي رفض مصافحة نظيره الإسرائيلي في أولمبياد ريو.. تعكس التناقض الذي يصطنعه البعض.. للتمييز بين ما هو رياضي وما هو سياسي.. وهذا في حد ذاته لون من ألوان السياسة.. أي ممارسة سياسية بأداة راضية.

  فالصهاينة الذين اخترقوا المقاطعة العربية.. بتطبيع علاقاتهم مع بعض الأنظمة العربية وفي مقدمتهم النظام المصري.. يسعون من خلال الرياضة.. لكسر الطوق النفسي الذي يعزل العرب.. ويبقيهم بعيدين عنهم.

من جانب المصارع المصري.. كان من المفروض ألا يصارعه أصلا.. كما فعلت مصارعة سعودية.. أما أن يصارعه ثم يرفض مصافحته.. فالأمر فيه مفارقة ولا يمكن تبريره.. حتى أن الإسرائيليين قالوا إن المصارع المصري أراد التعويض عن خسارته.. بافتعال هذه اللقطة “غير الرياضية”!

الحكومة الإسرائيلية عبرت عن استيائها رسميا.. وقالت إن “هذا التصرف غير مقبول.. وينم عن  العنصرية والكراهية تجاه شعب إسرائيل”.. وإن “المصارع المصري لا يتمتع بالروح الرياضية.. وعليه أن يتقبل الخسارة.. وأن تنتصر الرياضة دون تسييسها”!

  وهذا الكلام كله سياسة.. كما أن التحقيق مع المصارع المصري.. من قبل لجنة أولمبية لمعرفة سبب الامتناع.. يعد في حد ذاته سياسة.. وعندما رفض وزير الشباب والرياضة المصري الانسحاب من المنازلة أصلا.. كان هذا سياسة أيضا.

ونعلم أن الغرب الذي صنع إسرائيل.. وحقنها في الجسم العربي.. حريص على تحويلها إلى عضو طبيعي في هذا الجسم..  كما أن تآمره  وإسقاط الأنظمة المنتخبة ديمقراطيا ـ على غرار عزل الرئيس مرسي ـ وسيلة أخرى.. يخدم بها بقاء إسرائيل.. وتصبح كل الأدوات والأساليب مشروعة لإنجاز هذا الهدف.. بما في ذلك الرياضة.

قاطعت أوروبا وأمريكا أولمبياد الاتحاد السوفيتي عقب غزوه أفغانستان.. وكانت تلك سياسة.. لا حبا في الشعب الأفغاني.. بل خدمة لأغراض ومصالح الغرب الرأسمالي آنذاك.

  ونحن نتعلم بعض دروسنا من هذا الغرب المنافق.. ومن ذلك أن الرياضة وجه من وجوه السياسة.. وجه بارز بكل تأكيد. 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بي إن سبورت

  2. أمطـــار رعديــة على 18 ولايــة

  3. ياسين عدلي يتلقى صدمة قوية من فرنسا

  4. وليد صادي يلتقي رئيس الكاف باتريس موتسيبي

  5. تصفيات كأس العالم 2026: الفيفا تجري تعديلًا في طاقم التحكيم لمباراة الجزائر – غينيا

  6. لابورتا يتراجع ويقرّر إقالة تشافي من تدريب برشلونة

  7. المجلس الدستوري التشادي يعلن محمد ديبي رئيساً للبلاد

  8. أبو عبيدة يؤكد استعداد المقاومة لمعركة استنزاف طويلة

  9. طواف الجزائر2024: الجزائريون يخوضون أطول مرحلة من أجل تأكيد سيطرتهم على القميص الأصفر

  10. ارتفاع حصيلة قتلى كارثة المناخ في جنوب البرازيل إلى 151 شخصا