تكلـم البابا.. وصمت علـماؤنا

لم نسمع الأزهر.. ولا دور الإفتاء.. ولا هيئة كبار العلماء.. ولا الذين يكثر لغطهم من علماء ودعاة الحكومات..

على نقيض البابا السابق.. الذي يشبه علماء السلاطين عندنا.. فإن البابا الحالي يبدو أقرب ما يكون في مواقفه الإنسانية من علماء المسلمين.. من ذوي الروح الثورية.. أعني الذين يرفضون الظلم ويقاومون الطغيان.. على غرار العز بن عبد السلام وابن تيمية وغيرهما.. ويقال إنه اختار اسم فرنسيس تيمنا بالقديس “فرنسيس الأسيزي”.. نصير الفقراء والمدافع عن البساطة والسلام.. ويتجلى هذا في موقفه من قضية مسلمي الروهينغيا.. وهم أقلية في بورما - سابقا -.. تتعرض لاضطهاد فظيع من قبل البوذيين المتعصبين.. المدعومين من العسكر.. وحكومة رانغون المتواطئة ضدهم.

في فيفري الماضي.. صرح البابا فرنسيس في خلفية ما لحق هذه الأقلية من حيف قائلا.. ثمة “شعب طيب ومسالم يعاني منذ سنوات”.. ويوم الأحد الموافق 27 أوت.. أكد موقفه هذا بإعلانه أمام جمهور المحتشدين في ساحة القديس بطرس.. “أرغب في أن أعبر لهم عن كامل تعاطفي معهم. وجميعاً نطلب من الرب يسوع أن ينقذهم ويلهم ذوي الإرادة الحسنة من الرجال والنساء لمساعدتهم على ضمان احترام حقوقهم”.

طبعا سنختلف مع البابا الذي يستنجد بالمسيح.. لكننا سنتفق معه على أن إنقاذ المظلومين بغض النظر عن دينهم واجب إنساني.. توجبه شريعة السماء.. وتفرضه الطبيعة السليمة للبشر.. ويمليه الحس البشري غير الملوث بالحقد وإنكار الآخر.

أقابل هذا الموقف من البابا.. بمواقف المؤسسات الدينية الرسمية في عالمنا العربي - بصفة خاصة -.. فلا أجد وجها للمقارنة.. فعلماؤنا ممن ينتظمون في هذه المؤسسات.. يبدون سياسيين أكثر منهم علماء دين.. ممن يجسدون قيم الإسلام في رفد المظلوم ونصرة المضطهد.. والوقوف في وجه الظالم مهما كان لونه أو موقعه أو دينه أو جنسيته.

لم نسمع الأزهر.. ولا دور الإفتاء.. ولا هيئة كبار العلماء.. ولا الذين يكثر لغطهم من علماء ودعاة الحكومات.. بأن يحرضوا حكوماتهم على واجب التدخل لإنقاذ هذه الأقلية.. التي تذبح وسط الصمت العالمي.. ولا من نصير!

كنا نأمل أن ينتفض علماؤنا.. بما يمثلون من قوة معنوية تؤهلهم لحشد النصرة والعون لهؤلاء المغلوبين على أمرهم.. من الأطفال والنساء والشيوخ الذين انفرد بهم غلاة البوذيين.. فذبحوهم وحرقوهم وشردوهم.. لكن يحدث العكس للأسف.. يصدرون فتاوى تبرر حصار دولة مسلمة صغيرة مسالمة.. ويمسكون عن إصدار فتوى.. تجرم الصمت على الجريمة.

الأكثر قراءة

  1. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  2. أمطار رعدية وريـاح قوية على 14 ولايــة

  3. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  4. صوامع الحبوب.. رهان الجزائر لتقوية الإنتاج الزراعي و تحقّيق الأمن الغذائي

  5. الفريق أول شنقريحة يشرف على تمرين "الحصن - 2024"

  6. وزير الشؤون الدينية يعلن استحداث رتب جديدة

  7. بريد الجزائر.. هذه مدة الاحتفاظ ببريد الزبائن على مستوى المكاتب

  8. الجوية الجزائرية: هذا موعد أول رحلة للحجاج إلى البقاع المقدسة

  9. الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  10. تزامنا مع انطلاق الاحصاء العام للفلاحة غدا ..إصدار طابعين بريديين حول الإحصاء العام للفلاحة 2024