اعتبرت محكمة أميركية أن مصنّعي التبغ يكذبون ويخدعون الجمهور حول الآثار الضارّة للتدخين، وألزمتهم بنشر إعلانات في الصحف وفي المحطات التلفزيونية «لتصحيح هذه الأكاذيب»، وكان ذلك قبل نحو 11 عامًا، لكن الشركات استأنفت الحكم لتعديل بعض التفاصيل في القرار، ونجحت بذلك في تأخيره لأكثر من عشر سنوات.
إلا أن الشركات انصاعت أخيرًا، وبدأت معظم شركات صناعة التبغ الأميركية، الأحد، بنشر إعلانات في الصحف والمحطات التلفزيونية للتحذير من مخاطر التدخين، حسب «فرانس برس».
ويتعيّن على شركات التبغ أن تنشر إعلانًا يحتل صفحة كاملة من الصفحات الأولى لخمسين صحيفة محلية مثل «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» خمس مرات سنويًا.
وينبغي عليها أيضًا أن تشتري ما مجموعه 260 إعلانًا في محطات كبرى مثل «إيه بي سي»، و«سي بي أس»، و«إن بي سي» على مدى 12 شهرًا.
وتستخدم في هذه الإعلانات التحذيرية لغة صارمة مثل «التدخين يقتل 1200 أميركي يوميًا، وهو يودي بحياة أشخاص أكثر مما تسببه الجرائم ومرض الإيدز وحوادث الطرقات والكحول مجتمعة».
ويعد التدخين المسبب الأول للوفيات والأمراض الممكن تجنّبها في الولايات المتحدة، وهو مسؤول عن 480 ألف وفاة سنويًا، مع أن عدد المدخنين انحسر بنسبة كبيرة.
ففي الستينات من القرن الماضي كانت نسبة المدخنين بين البالغين 42 %، ثم انحسرت في العام 2015 إلى 15 % فقط. ويُعزى هذا التراجع إلى الضرائب على التبغ والحملات، التي تقوم بها الوكالات الفدرالية لتوعية الشباب على مخاطر التدخين. رغم كل ذلك، تنفق شركات التبغ ثمانية مليارات دولار سنويا لتسويق منتجاتها.