أدت إجراءات الدعم الحكومي في الجزائر ، بتكثّيف عمليات إستيراد اللحوم الحمراء ، لتوفير العرض لمواجهة طلب المستهلك الجزائري المتزايد بأسعار تناسب قدرته الشرائية وتحديدا ما تعلق بأسعار اللحوم ، إلى تراجع هذه الأخيرة بشكل ملفت للانتباه وذلك إلى مادون 700 دج للكيلوغرام الواحد في كثير من المدن الجزائرية ، خاصة ، في الأسواق الممتازة و المراكز التجارية الكبرى وحتى القصابات المُتخصصة في تسويق اللحوم الحمراء .
و كللت جهود الدولة في تخفيض الحقوق الجمركية من 30 إلى 5 بالمائة ، على لحوم الأبقار والأغنام الطازجة والمعبأة بالتفريغ وماشية الأبقار الحية المُستوردة ، وبأثر رجعي ابتداء من 1 مارس 2023 ويستمر القرار إلى غاية 31 ديسمبر 2024 ، في إطار إجراءات الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، بانخفاض رهيب في أسعار اللحوم ، بحوالي 1000 دج إلى أكثر من 1200 دج للكيلوغرام الواحد بالنسبة إلى لحوم الأبقار ، لتقف عند حدود 900 إلى 680 دج للكيلوغرام الواحد في الفضاءات التجارية و القصابات المعتمدة بعدما كانت تعرض في وقت سابق بأكثر من 2000 دج ، وسط توقعات بمزيد من التراجع على مقربة من عيد الأضحى.
و بحسب مراجع " البلاد نت" ، فإن إجراء استيراد اللحوم الحمراء الطازجة والمبردة المعبأة بالتفريغ الهوائي ، كان له مفعوله المباشر على أسعار اللحوم لدى المستهلك النهائي ، بتراجع الأسعار في الأسواق اليومية بنحو 45 بالمائة ، خصوصا أن المنتوج صار متوفرا بالشكل الكافي ، بدليل التنافسية غير المعهودة في أوساط التجار المهنيين في ربوع الوطن لبيع اللحوم المُستوردة بأسعار تقل عن 1000 دج ، بعدما عمد الكثير من الجزارين إلى غلق محلاتهم خلال هذه الفترة نظير الكساد وضعف إقبال المواطنين على اللحوم المحلية ، بعدما وصل المنتوج المحلي إلى أسعار خيالية تعدت حاجز ال 2000 دج للكيلوغرام الواحد بالنسبة للحوم الأبقار و أكثر من 2400 دج للحوم الأغنام.
في هذا السياق ، أعلنت الكثير من الفضاءات التجارية الكبرى في عين الدفلى ، الشلف ، سطيف ، البليدة، وهران و مستغانم في الأيام الأخيرة، عن خفض أسعار اللحوم المُستوردة إلى ما دون 700 دج بدون عظم ، وذلك بعد دخول آلاف الأطنان إلى الجزائر بحسب البرنامج الذي تم إعداده مسبقا لتسويق هذه المادة التي من شأنها أن تسهم في إغناء السوق باللحوم لكسر الغلاء و كبح أنشطة المُضاربة في أسعار اللحوم الحمراء ، بحيث وصف الكثير من المهنيين في الجزائر ، إستيراد اللحوم بالحل الأمثل لتجاوز الإشكالات المتعلقة بموجة الغلاء التي طبعت تسويق اللحوم الحمراء في الأسواق الجزائرية .
و أشادت فعاليات مدنية في الجزائر ، بهذا الإنفراج في أسعار اللحوم الحمراء ، بفعل التدخل الحاسم للدولة في فتح الإستيراد كإجراء ظرفي لإعادة التوازن للسوق وتوفير مادة اللحوم الحمراء لحماية القطيع الوطني ، مع التصدي لكافة أشكال المُضاربة غير الشرعية التي يعاقب عليها القانون بين 10 سنوات سجناً إلى المؤبد. ويراهن مهنيون في قطاع بيع اللحوم ، على هذه الشُحنات الضخمة المستوردة من أجل تزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء، التي من شأنها " كبح الغلاء " و " فرملة" شبكات المُتلاعبين بالأسعار ، بإعتبار أن الدولة ، قدّمت تحفيزات ضريبية هامة لصالح المُستوردين لضمان وصول هذه المادة الأساسية للمواطنين بأسعار مقبولة لإعادة اللحوم إلى موائد الجزائريين . وتصل شُحنات اللحوم الحمراء ، تباعاً إلى موانئ وهران ، تنس ، سكيكدة، جيجل ، الجزائر العاصمة ومستغانم ، قادمة من خارج الوطن وبالضبط إسبانيا ، إيرلندا ، رومانيا ، البرازيل والهند ، مع ترقب وصول كميات أخرى في قادم الأيام، لتحقيق مزيد من التراجع في أسعار اللحوم الحمراء .