سلَّط ، تقرير حديث لوحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) ، الضوء مجدداً ، على الصادرات الجزائرية القيّاسية من الغاز المسال في الربع الأول ( جانفي ، فبراير ، مارس ) 2024 ، التي إرتفعت بنسبة 3.4%، على أساس سنوي، وسط تصدُّر تركيا قائمة أكبر الدول المُستوردة.
و حقّقت صادرات الغاز المسال الجزائري ، بحسب ذات البيانات الحديثة ، طفرة نوعيّة ، بتسجّيل 3.01 مليون طن خلال المدة من جانفي الماضي حتى نهاية مارس 2024، مقابل 2.91 مليون طن خلال الربع نفسه من 2023 .
وواصلت أوروبا تصدُّرها قائمة أكبر الدول المستقبلة لشحنات الجزائر من الغاز المسال، إذ تبرز الجزائر ضمن الخيارات المفضلة أمام دول " قارة أوروبا" الباحثة عن بدائل غاز جديدة ، في ظل تفاقم الصراعات الجيّوسيّاسية في المنطقة ، ليبرز غاز الجزائر موردًا مهمًا وموثوقًا يدعمه القرب الجغرافي واتصال الجانبين ( الجزائر - القارة العجوز ) بخطوط أنابيب تسمح بنقل مزيد من الشُحنات .
و استعرض التقرير الحديث ، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة ، صادرات الجزائر من الغاز المسال منذ بداية العام الماضي حتى نهاية الربع الأول من 2024 ، بإرتفاع لافت على أساس سنوي وشهري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي خاصة شهر مارس 2023 ، بتسجّيل صادرات إيجابية بلغت مستوى 0.99 مليون طن، مقابل 0.94 مليون طن في الشهر المقابل من العام الماضي.و أعاد تقرير وحدة أبحاث الطاقة ، التأكيد على إنتعاشة صادرات الغاز الطبيعي المسال الجزائري خلال العام الماضي بصورة لافتة، لتتخطى نيجيريا، وتحتلّ المرتبة الأولى بقائمة أكبر مُصدِّري الغاز المسال في القارة الإفريقية.
5 بلدان متوسطيّة تستورد الغاز الجزائري ...
و بحسب مراجع وحدة أبحاث الطاقة ، تصدَّرت تركيا قائمة الدول المستقبلة لصادرات الجزائر من الغاز المسال خلال العام الماضي، بحجم وصل إلى 4.3 مليون طن (5.848 مليار متر مكعب)، وهي الكمية التي تخطت الإلتزامات التعاقدية بين الجانبين والبالغة 3.2 مليون طن سنويًا (4.352 مليار متر مكعب)، وفقًا لإحصائيات أوابك.
وفي الترتيب الثاني، حلّت فرنسا بقائمة أكبر الدول التي استوردت الغاز المسال من الجزائر، بكمية 3.2 مليون طن (4.352 مليار متر مكعب)، وتلتها إيطاليا بحجم 1.8 مليون طن (2.448 مليار متر مكعب)، وجاءت إسبانيا في الترتيب الرابع بإجمالي 1.4 مليون طن (1.904 مليار متر مكعب).
وتوضّح بيانات صادرة عن منظمة الأقطار العربية المُصدِّرة للبترول "أوابك" ، أن صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال سجّلت، في 2023 ، أعلى مستوى لها منذ عام 2010 لتصل إلى 12.9 مليون طن (17.54 مليار متر مكعب)، مقابل 10.2 مليون طن (13.87 مليار متر مكعب) في عام 2022.
يُشار إلى أن الجزائر تصدّرت قائمة أكبر مُصدِّري الغاز إلى إسبانيا، خلال العام الماضي، بحصة 29.2%، لتتفوق على الولايات المتحدة وروسيا.
وسجّلت أرقام وحدة أبحاث الطاقة ، أن كل شُحنات الغاز الجزائري قد ذهبت في الفترة المُمتدة بين 2022/2023 ، إلى غاية الربع الأول من عام 2024 ، إلى السوق الأوروبية بكمية بلغت 10.2 مليون طن (13.87 مليار متر مكعب)، وهو ما أرجعته " أوابك " إلى تعزيز الجزائر صادراتها عبر خطوط الأنابيب إلى إيطاليا عبر خط "ترانسميد"، وذلك بعد توقف خط أنابيب نورد ستريم الناقل الرئيس للغاز إلى أوروبا .
صفقات لتعزِّيز الصادرات الجزائرية ...
وقّعت الجزائر في 2023 ، العديد من صفقات تصدير الغاز، ومن أبرزها تجديد شركة بوتاش التركية إتفاقية بيع الغاز الطبيعي وشرائه مع الشركة الحكومية لنقل وتسويق المحروقات سوناطراك ، وذلك لمدة 3 سنوات إضافية تنتهي في أكتوبر 2027.
ومن المقرر، بناءً على الإتفاق، ضخّ سوناطراك 3.2 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، مع عَدّ تركيا بوابة مهمة لعبور الغاز الجزائري إلى دول شرق أوروبا.
كما وقّعت سوناطراك إتفاقية مع شركة إيني الإيطالية، تتضمّن تحديد أفضل الخيارات لزيادة صادرات الجزائر من الطاقة إلى القارة العجوز ، وتعزيز سعة الإسالة الحالية، وشملت الإتفاقية كذلك مدّ خط أنابيب غاز جديد لنقل الغاز الطبيعي والهيدروجين والأمونيا الزرقاء والخضراء بالتناوب.
كما اتفق عملاق النفط الجزائري " سوناطراك" مع مجموعة شركات فرنسية متكاملة متعددة الجنسيات للنفط والغاز " توتال إنرجي " ، على تمديد إلتزامات عقود بيع الغاز الطبيعي المسال وشرائه.
