
أصيل محمد بن فرحات _ تحوّلت رحلة حاج ليبي يُدعى "عامر" إلى قصة ملهمة وثّقها الركاب بمشاعر مؤثرة، بعدما تعطلت طائرة متجهة إلى المملكة العربية السعودية مرتين متتاليتين، وكأنها كانت تنتظره وحده.
بدأت القصة عندما وصل عامر، ضمن آخر دفعة من الحجاج الليبيين، إلى المطار استعدادًا لأداء مناسك الحج. وبينما كان يُتمّ إجراءات السفر، اكتُشف وجود مشكلة أمنية مرتبطة بجواز سفره، ما استدعى تدخّل الأمن. وقال له أحد الضباط حينها: "سنحاول حل المشكلة، لكن نحتاج إلى أن تصبر".
وبينما كانت الجهات الأمنية تعالج المسألة، أنهى باقي الحجاج إجراءاتهم وصعدوا إلى الطائرة التي أقلعت من دونه. ومع ذلك، رفض عامر مغادرة المطار، وأصرّ بكل ثقة: "النية حج، وإن شاء الله هروح".
وبينما كان لا يزال ينتظر، وقعت المفاجأة الأولى: الطائرة عادت إلى المطار بسبب عطل فني في أجهزة التكييف. ظنّ الجميع أنها فرصة جديدة لعامر، غير أن قائد الطائرة رفض السماح له بالصعود بحجة صعوبة فتح الأبواب بينما المحرك في وضع التشغيل.
لكنّ عامر بقي في مكانه، ثابتًا، واثقًا في قضاء الله. وما هي إلا لحظات حتى تلقى المطار بلاغًا جديدًا: عُطل فني ثانٍ يُجبر الطائرة على العودة مجددًا.
وهنا، قال قائد الطائرة عبارته الشهيرة: "والله ما نطير حتى يركب عامر".
تفاعل الركاب مع الموقف بحرارة، ووثقوا لحظة صعود عامر إلى الطائرة وفرحته الغامرة عبر مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر فيها وهو يردد الآية الكريمة: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.