"الجزائر تتعرض يوميا لمحاولات اختراق بكل الوسائل”
صنّف وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، قضية الإطاحة بشبكة التجسس الدولية في غرداية التي تبين أنها تشتغل لصالح جهاز الاستخبارات الصهيوني ”الموساد” في خانة ”محاولات الاختراق التي تتعرض لها الجزائر يوميا”. وشدد بدوي في أول تعليق رسمي على هذه المسألة أن ”الحكومة مستوعبة لخطورة التحديات الإقليمية التي تمر بها المنطقة ولم تدّخر جهدا في تحسيس المواطنين بالرهانات والتهديدات الأمنية التي تستهدف بلادنا”، مبرزا أن وحدات الجيش الوطني الشعبي ومختلف قوات الأمن ”بالمرصاد لدحر أي محاولة اختراق”. وحجزت مصالح الأمن المشتركة الأسبوع الجاري أجهزة اتصال وتصوير متطورة كان أفراد شبكة تجسس إفريقية بصدد استعمالها لالتقاط صور وفيديوهات لهيئات أمنية حساسة وأماكن شهدت مواجهات طائفية في مناطق عديدة بولاية غرداية.
وبينت التحريات أن الموقوفين كانوا يجرون اتصالات متقدمة مع أشخاص سيتم توقيفهم لاحقا من أجل تجنيدهم ومنحهم امتيازات من أجل الحصول على معلومات واستغلالهم في المساس بأمن الدولة. ولم يقدّم وزير الداخلية أي تفاصيل حول هذه القضية التي أحالتها مصالح الأمن على العدالة وجرى إيداع عناصر الشبكة رهن الحبس المؤقت، لكنّه أكد على هامش زيارته لولاية الوادي أن ”المؤسسات الأمنية من جيش وطني شعبي سليل جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود يسهر ليل نهار على حماية الجزائر من أي محاولات للمساس بأمنها، خاصة أن الجزائر مهددة من عدة أطراف وهو ما يستوجب توحد دور الحكومة والأمن والشعب والمجتمع المدني”.
وقال بدوى إنه ”بعد فشل بعض الجماعات في اختراق الجزائر من الداخل بفضل يقظة الشعب تحاول الآن اختراق الجزائر من خلال دول الجوار، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش اليوم في عالم متحول وغير مستقر تحاول فيه جهات غامضة تعمل في الخفاء على زعزعة استقرار العديد من الدول”. وتابع وزير الداخلية أن ”ضمان أمن الجزائر واستقرار المنطقة كلها وتجنب المخاطر والتهديدات يعتمد على محورين أساسيين: أولهما أمني يعتمد على نشر وحدات عسكرية وقوات أمنية مدعمة بكل الوسائل والتجهيزات الضرورية لتأمين الحدود مع دول الجوار ومنع أي تسلل لعناصر إرهابية وتنقل السلاح ومحور ثاني الدبلوماسية باعتماد الوساطة التي انتهجتها الجزائر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة وتحقيق المصالحة الوطنية بهذه الدول والتنسيق والتعاون معها في مجال مكافحة الإرهاب، بالتركيز على تبادل المعلومات”.
