
يحيى إبراهيم حسن السنوار، أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وُلد عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، حيث ترعرع في ظل أوضاع سياسية واقتصادية صعبة. شكّلت هذه البيئة أحد العوامل الأساسية في تشكيل شخصيته النضالية، والتي انعكست على مسيرته الطويلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
التعليم وبداية الاعتقال
حصل السنوار على درجة البكالوريوس في الدراسات العربية من الجامعة الإسلامية في غزة. بدأ مشواره مع الاعتقال مبكرًا، حيث أُلقي القبض عليه للمرة الأولى من قِبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1982.
وفي عام 1988، اعتُقل مجددًا، حيث اتُّهم بتأسيس جهاز "مجد" الأمني، وهو جهاز استخباراتي لحركة حماس، وحُكم عليه بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة.
سنوات طويلة في الأسر
قضى السنوار 23 عامًا في السجون الإسرائيلية، من 1988 حتى 2011، حيث برز خلالها كشخصية قيادية مؤثرة داخل صفوف الأسرى، وكرّس وقته للتنظير والعمل التنظيمي.
الحرية والعودة للعمل السياسي
في 2011، أُطلق سراح السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى التي عُرفت بصفقة "وفاء الأحرار"، والتي شملت الإفراج عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني. بعد خروجه من السجن، تزوج ورُزق بولدين وبنت، واستأنف عمله داخل الحركة.
دوره في قيادة حماس
انتُخب السنوار في 2012 عضوًا في المكتب السياسي لحماس، وسرعان ما تولى بعد اغتيال أحمد الجعبري مهمة التنسيق بين الجناحين السياسي والعسكري للحركة، ليصبح حلقة وصل حيوية.
وفي 2017، انتُخب رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة، ليعزز مكانته كأحد أهم قادتها، خاصة في ظل تعاظم دور الحركة في الساحة الفلسطينية.
اتهامات إسرائيلية وتطورات لاحقة
اتهمته إسرائيل بالتخطيط لعملية "طوفان الأقصى" التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023، وتعتبره أحد العقول المدبّرة للعملية التي أحدثت تحولات كبيرة في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وفي 6 أوت 2024، انتُخب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس، خلفًا لإسماعيل هنية، مما عزز نفوذه داخل الحركة وكرّس دوره كقائد استراتيجي في المرحلة الراهنة.