أبدت شركات إيطالية ، حماسا قويا للقيام بإستثمارات كبرى في الجزائر ، من خلال الإستفادة من من المزايا الكبيرة التي يتيحها قانون الإستثمار الجديد في الجزائر ، التي باتت اليوم تتوفر على منصة إقتصادية ذات مؤهلات عالية وقادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية. و بحسب ما ورد في بيان الوكالة الجزائرية لترقية الإستثمار ، فإن المؤسسة الإيطالية المؤسسة الايطالية ” إنريكو ماتي " ، أبدت رغبتها في دخول السوق الجزائرية للإستثمار في قطاعي الصناعة و الفلاحة تحديداً .
وبحسب تصريحات رئيس المؤسسة أرولدو كورزي ماتي في مقابلة مع المدير العام للوكالة عمر ركاش ، فإن هناك رغبة واضحة من قبل العديد من الشركات الإيطالية للإستثمار في الجزائر ، لتنفيذ مشاريع صناعية و فلاحية كبرى في عدد من المدن الجزائرية ، لاسيما في مجال إنتاج القمح الصلب والبذور. وكشف أرولدو كورزي ، أن فاعلين إقتصاديين في إيطاليا ، لهم استعدادات كبيرة لولوج السوق الجزائرية ، أمام التسهيلات التي تمنحها الدّولة الجزائرية للمُستثمرين الأجانب ، في ظل التقارب الكبير بين الجزائر و إيطاليا و نجاح شركات إيطالية كبرى في تنفيذ إستثمارات صناعية ضخمة على غرار عملاق السيّارات ستيلانتيس ، الذي نجح في تصنيع سيّارة فيات في الجزائر.
على هذا النحو ، أكد عمر ركاش المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الإستثمار ، أن قانون الإستثمار الجديد في الجزائر ، سمح بتوسيع الإستثمارات الأجنبية في البلاد و أن الجزائر بحسب هذا الأخير ، تعتبر اليوم ، وجهة مميزّة وآمنة بالنسبة للإستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات الحيوية خاصة الصناعة ، السياحة و الزراعة ، وذلك بفضل موقعها الإستراتيجي وبنياتها التحتية ذات الجودة العالية، ومواردها الطبيعية المؤهلة. و تعتبر شركة " إنريكو ماتي " الإيطالية الثانية من نوعها في أقل من شهر ، التي أبدت حماسة في الإستثمار الصناعي في الجزائر وذلك بعد الشركة الفلاحية الإيطالية "بونيفيكي فيراريزي" (بي آف), التي زارت الجزائر في أواخر شهر أبريل لتوقيع عقد إمتياز إستثماري ضخم على مستوى ولاية توقرت لإنتاج القمح الصلب .
هذا التدفق البارز لرجال الأعمال الأجانب في المدة الأخيرة على الجزائر ، يأتي موازاة مع بعثات الوكالة الجزائرية لترقية الإستثمار إلى دول أوروبية خلال الفترة الأخيرة 22 إلى 28 أبريل ، لتفعيل " الدبلوماسية الإقتصادية" في الخارج لجذب الإستثمارات الأجنبية في إطار مشروع التعاون الذي أطلقته وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج مع الإتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى ترقية الإستثمارات الأوروبية المباشرة بالجزائر.
اهتمام أوروبي ....
وأبدت مؤسسات بلجيكية ، فرنسية ، إسبانية و ألمانية ، ذات انتشار واسع على الصعيد الأوروبي ، اهتماما واضحا في الإستثمار في القطاعات الصناعية و التكنولوجية وكذا الطاقوية ، الصيدلانية و الغذائية و البناء ، في المقابل استعرض وفد الوكالة فرص الأعمال في الجزائر إلى جانب المؤهلات الإقتصادية والفرص الإستثمارية التي تزخر بها الجزائر وخاصة المشاريع المُنتجة للسلع و الخدمات البديلة للواردات و كذا المشاريع التي تقدم حلولاً مبتكرة.
ويعطي استطلاع رأي أخير لمنصة " Ti Insight" المُتخصصة في أبحاث أسواق الخدمات اللوجستية، الإنطباع بقوّة ، أن الجزائر تعيش " طفرة " في الإستثمارات الأجنبية بالجزائر ، التي حلت في المراتب ال 7 الأولى على الصعيد الإفريقي رفقة مصر ، جنوب إفريقيا ، كينيا، نيجيريا، إثيوبيا، الموزمبيق، أنغولا، و ليبيا ، فيما احتلتا الصين و الهند المركز الأول عالميًا. و سعت الجزائر إلى توفير المناخ الجذاب، من خلال إصلاحات تشريعية مهمة، مثل قوانين النقد والصرف وكذا إدارات رقمية وشباك وحيد محلي و مركزيّ للإستثمارات الكبرى والأجنبية، ضمن مساعي الدّولة الجزائرية بتحقيق 13 مليار دولار نهاية 2024 صادرات خارج العوائد النفطية .
