الأفافاس يتفكك في ذكرى رحيل “الزعيم”

استقالات متتالية لقياديين كبار في الحزب

الأفافاس
الأفافاس

الرئيس السابق للكتلة البرلمانية بطاطاش آخر المنسحبين

لم تمر سنة على رحيل الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، حتى طفت إلى السطح الخلافات الداخلية بين قيادات ما بعد الدا الحسين الذي دأب وهو في آخر العمر على تسويتها دون ضجيج، لكن غياب الزعيم قاد جبهة القوى الإشتراكية إلى مصير يبدو محتوما، اسمه “التفكك” الذي ناضل آيت أحمد من أجل تفاديه، برغم المؤامرات التي لاحقته والحزب في الداخل والخارج.

إقصاء رشيد حاليت، أحد عناصر الهيئة القيادية الجماعية لجبهة القوى الاشتراكية، فتح الباب واسعا أمام حالة تفتيت الحزب، فقد أعلنت أمس مصادر مقربة من الأفافاس عن استقالة السكرتير الأول السابق للحزب البرلماني أحمد بطاطش الذي يترأس لجنة إعادة صياغة القانون الأساسي للحزب من منصبه، ويتردد أن استقالة أحمد بطاطش جاءت احتجاجا على إقالة رشيد حاليت التي وصفها بالمخالفة لقوانين الحزب.

هذا النزيف من المرتقب أن لا يتوقف عند هذا الحد، فالكثير من القيادات قد تنسحب من مواصلة العمل السياسي داخل جبهة القوى الاشتراكية لعدة أسباب، أبرزها الفراغ الكبير الذي تركه رحيل حسين آيت أحمد داخل الحزب، والذي تواصل لمدة سنة، فقد فشلت القيادات التي جاءت بعده في ملأ ذلك الفراغ السياسي والتنظيمي والثقل والحضور اللافت لشخص آيت أحمد، حضور انعكس إيجابا على الحزب الذي افتك احترام السلطة وخصوم آيت أحمد أنفسهم، هذه الصورة لا يمكن إعادة ترحيلها أو إسقاطها على القيادات الحالية التي فشلت في استغلال تواجد أحد الرموز التاريخية على رأس الأفافاس في صناعة وجوه سياسية داخل الحزب يمكن أن تقوده في مثل هذه الفترات الحرجة.

حالة التفكك والوهن السياسي البادية على جبهة القوى الاشتراكية، ليست جديدة، حيث يمكن اعتبارها وضعا ظل مؤجلا إلى رحيل الزعيم التاريخي، فكثير من الصراعات داخل جبهة القوى الاشتراكية كانت تظهر في صمت وتختفي في صمت، نسبة إلى حكمة آيت أحمد وتأثيرة الواضح على كل كبيرة وصغيرة داخل الحزب، ما مكنه من السيطرة السياسية الكاملة على الحزب، ولأن شخصية بمثل وزن آيت أحمد لا يمكن الخروج عنها من أبناء الأفافاس، فقط ظلت تلك النزعات والصراعات مؤجلة إلى ما بعد رحيله

ثانيا: المرحلة التي تمر بها الأحزاب السياسية المعارضة، تتميز بالحذر، فالمشاركة في المسارات السياسية والانتخابية والتنموية تنعكس بشكل أو بآخر على استقرار تلك الأحزاب والتشكيلات السياسية، وقد سبق لحمس مثلا أن مرت بما يلج إليه الأفافاس اليوم، كما سبق للنهضة ومعظم الأحزاب السياسية الإسلامية أن عاشته من تفكك، وهي ظاهرة لا يمكن القول إنها تقتصر بشكل استثنائي على الأفافاس، بل إن عوامل عدة تساهم في خلق النزعات أبرزها تضارب وجهات النظر، خصوصا بشأن مواكبة المسارات وخطط السلطة في حزب مثل الأفافاس عرف تاريخيا بمعارضته الراديكالية لكل ما تعلن أو تخطط له السلطة.

وعلى الرغم من أن وجود الأفافاس على فوهة التفكك، فإن دعوات عدة أطلقتها شخصيات تاريخية مثل الرائد بورقعة تدعو إلى الحفاظ على الحزب ووحدته باعتباره الحزب التريخي القوي الذي يمكنه والأفلان من صناعة رؤية مشتركة للحفاظ على البلاد من المؤامرات وصون وحدتها في مواجهة محاولات التفكيك، باعتبار أن أي انزلاق قد يحدث داخل الأحزاب الكبرى يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الاستقرار في البلاد، ويأتي هذا بطبيعة الحال عشية احتفال جبهة القوى الاشتراكية بالذكرى الأولى لرحيل زعيمها التاريخي الحسين آيت أحمد.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. الرئيس تبون يعلن عن زيادات في معاشات ومنح المتقاعدين

  2. أمطـار غزيــرة عبر 5 ولايات

  3. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34596 شهيد

  4. عقوبات رياضية صارمة على تونس.. والسبب؟

  5. ريــاح قوية على هذه الولايات

  6. امتحان تقييم مكتسبات التعليم الابتدائي بـ 6 مواد فقط

  7. رئيس الجمهورية: الحراك المبارك أنقذ البلاد من الممارسات المافياوية

  8. فتح باب الحجز عبر الإنترنت لعرض "أسرة -OSRA"

  9. على المستوى الدولي.. بنك التنمية المحلية "BDL "يعتزم إطلاق خدمة الدفع الإلكتروني

  10. رميًا بالرصاص.. شاهد لحظة مقتل مشاركة في مسابقة ملكة جمال الإكوادور "فيديو"