
تقبل الكثير من العائلات الجزائرية على الشواطئ وأماكن الترفيه لتناول وجبة الإفطار في مشاهد ومظاهر تكسر الروتين اليومي بعد يوم عمل شاق، بهدف الظفر بسحر البحر وروحانية الشهر الفضيل برفقة أفراد العائلة والأصدقاء والأحباب.
ويختار العديد من الأفراد الإقبال على الشواطئ لمشاركة معارفهم وأسرهم وجبة الإفطار الرمضاني، مستفيدين من مجانية هذه الفضاءات في تقليد سنوي يخرج الفرد من المنزل لاقتناص لحظات مع الأهل والأصحاب والترويح عن النفس.
وتشهد الكثير من المدن الشاطئية في غرب الوطن، تدفقا لافتاً للعائلات ممن تستهويهم هذه العادة، باعتبارها تكسر الروتين اليومي وتروّح عن النفس، إذ تتوافد عائلات كثيرة خلال شهر الصيام إلى شواطئ عين الترك في وهران وأخرى في صابلات في مدينة مستغانم.
بينما تجنح عائلات بكثرة في تنس إلى الإفطار في الشاطئ المركزي " كريك" ، مستفيدة من مواقع الشواطئ وسهولة الوصول إليها ، وقد دأب الموظف عبد العزيز جميعي على هذه العادة في شاطئ تنس بالشلف ، وهو يقول لـ"البلاد نت ": "اعتدت منذ ثلاث سنوات على تناول الإفطار برفقة أسرتي في أيام شهر رمضان على شاطئ البحر.
واخترنا اليوم شاطئ " مارينا" كي نستعيد أجواء رمضان التي غابت عنا طوال عامين بسبب أزمة كورونا وتدابيرها الاحترازية، ونتطلع إلى اقتناص لحظات مع الأهل والأصدقاء من أجل كسر الروتين والترويح عن نفسنا".
وتتحول الشواطئ على العموم في الجزائر، قبل نحو ساعتين من موعد الإفطار، إلى المكان المفضل للعديد من الأسر والأصدقاء وزملاء العمل، الذين لا يهتمون بعناء نقل الأغراض المخصصة للإفطار وحجز مكان وطاولة طعام، بل بقضاء لحظات جميلة في الاستمتاع بأجواء الغروب المميزة وأمواج البحر من دون أن يمنعهم ذلك من العبادة وعيش الأجواء الروحانية لشهر رمضان.
وبينما توجد عشرات الأسر ومجموعات الشباب على شاطئ صابلات في مدينة مستغانم مع اقتراب غياب الشمس وأذان صلاة المغرب تمهيداً لتناول الإفطار، يقوم بعض الشبان العاطلين عن العمل بتأجير الكراسي والطاولات بأسعار تراوح بين 10 و30 دينارا وتهيئة مساحات لجلوس الصائمين.
من جانبه، يرى الكثير من الأكاديميين، أن لحظة الإفطار بالنسبة للصائم، مناسبة لإظهار الفرح والسرور ، إذ للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، وهي أيضا مناسبة للتقرب إلى الله بالدعاء والتضرع.
واعتبر الإمام بن عودة أحمد بجامع الشلف العتيق ، أن "خروج الناس إلى المتنزهات والشواطئ للإفطار من الأمور المحمودة والجميلة والتي لا حرج فيها إذا كان هذا الجمع ينضبط بالضوابط الشرعية، من الحشمة والحياء ويبتعد عن الإختلاط المذموم الذي ترتكب فيه المعاصي حتى لا ينحرف ذلك الإفطار عن تحقيق مقاصده الروحية والتربوية.