ترشيد النفقات، تحسين أداء الإدارة وتسهيل استثمارات الشباب
رسم وزير الداخلية والجمعات المحلة نورد الدين بدوي خارطة طريق عمل للولاة والولاة المنتدبين الجدد في المرحلة القادمة التي ستستمر فيها سياسة ترشيد النفقات، مشددا على تجاوز مرحلة الاتكال على دعم خزينة الدولة، وحذرهم قائلا “لا مجال للتواني والاتكال على الآخر، مشددا على التحرك الميداني وإيجاد الحلول، بعيدا عن الاجتماعات الروتينية وقراءة التقارير، مع ضرورة تحريك الاستثمارات، وجعل المبادرات الاقتصادية ضمن اهتماماتهم الأولية في استرجاع وتحصيل مداخيل الولاية بالدعامة المقاولاتية. وأعطى تعليمات بالانفتاح على عالم المقاولة وفتح باب الحوار مع الشباب المستثمر.
وضع وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي إستراتيجية وطنية لولاة الجمهورية لتحقيق الأهداف المسطرة في مخطط الحكومة، حيث دعا في كلمته أمس بمناسبة تنصيب الولاة الجدد، لتفعيل شراكة حقيقية مع المواطنين، ونادى بدوي بفتح المجال أمام الشباب للمساهمة بفعالية في دفع المسار، وتابع: “كل إستراتجيتكم ينبغي أن ترتكز على الشباب كقوة فعالة، وعلى الولاة احتضان الشباب المتحكمين في تكنولوجيات الإعلام والاتصال لضمان مستقبلهم ومرافقتهم وتفعليهم في التنمية الوطنية بصفة عامة” خاصة أن الحكومة وعدت بفتح مجال الاستثمارت أمام الشباب ودعم مبارداتهم.
وعاد الوزير ليجدّد دعوة الولاة للحرص على “تنمية روح المقاولاتية في الأدائين الاقتصادي والاجتماعي”، مضيفا: “كونوا خير حاضن للإبداع التكنولوجي، لذا لا بدّ من تطوير اقتصاد المعرفة الذي سيكون أحسن رافد للتنوع الاقتصادي المنشود”. ورسم بدوي أمام الولاة المحاور التي سيرتكز عليها أداؤهم حيث ألح على وجوب استبعاد الولاة لشبحي “الاتكالية” و"التواكل” واستبعاد عارض التردد والتسويف، قائلا: “لا مجال للتواني والاتكال على الآخر”. وقال الوزير: “نريد حلولا راجحة ومثمرة، وليس اجتماعات روتينية لقراءة التقارير الدورية، وذاك يقتضي إضفاء مقاربة منهجية سديدة”.
كما ذكّر بضرورة التزام الولاة بخطة ترشيد النفقات التي انتهجتها الحكومة منذ بداية الأزمة الاقتصادية ودعا ولاة الجمهورية إلى استبعاد النفقات غير المبررة، مع الاهتمام بجذب المبادرات الاقتصادية الأكثر مردودية.
كما شدد وزير الداخلية والجماعات المحلية على تفعيل ولاة الجمهورية شراكة حقيقية مع المواطنين، وقال إنّ إشراك المواطن “ينبغي ألا يكون إشراكا صوريا، بل شراكة مستوفاة الأركان”، وقال الوزير إنّ ذلك من شأنه “تطوير حكامة إدارية راجحة”. كما طالب الولاة بالمشاورة والمشاركة الفعلية بعيدا عن روح “المطلبية التقليدية التي تنخر جسدنا” على حد توصيفه، مشددا على خلق إدارة متيقظة متواصلة مع المواطن ومصغية لكل انشغالاته ومن ضمن المحاور التي رسمها بدوي للولاة هي إذكاء روح المقاولة والمبادرة خدمة للاقتصاد المحلي، مع تفعيل إدارة عصرية مبدعة متفتحة خالية من التعقيدات، زيادة على إنضاج تجربة ديمقراطية شفّافة أكثر تجذرا وتطابقا.