تقرّر ، رسميا ، اختيار ، القطب الصناعي التوميات 40 كلم شمال ولاية بشار ، لإنجاز أول وحدة إنتاجية لحديد الخام المستخرج من العملاق المنجمي غارا جبيلات في تندوف ، تنفيذا إستراتجية الدولة الرامية إلى تطوير و تثمين ثروات هذا المنجم الكبير ، الذي يتوفر على ثالث احتياط عالمي لمادة الحديد، بمخزون يفوق 3.5 مليارات طن من هذه الثروات المعدنية.
وعاين والي بشار محمد السعيد بن قامو ، رفقة الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للأبحاث والاستغلال المنجمي " سوناريم" ، بحضور مختلف الشركاء على غرار المدير العام للشركة الوطنية للحديد والصلب و المدير العام المساعد للشركة الوطنية للحديد والصلب و كذا وفد عن الخبراء الصينين التابع لشركة " سينوستيل " وإطارات مركزية من ذات الشركة الصينية ، إضافة إلى المدير الجهوي لمؤسسة نفطال ، موقع احتضان هذا المشروع الإستراتيجي الواعد في المنطقة الصناعية المُسماة " التوميات " ببشار ، ليتم الموافقة بالإجماع على موقع الإنجاز . ووضع مجمع سوناريم برفقة مسؤولين من الشركة الصينية "سينوستيل" المُكلفة بإنجاز المشروع، اللمسات الأخيرة لاستكمال تصميم أول وحدة إنتاجية للحديد الخام المركز (concentré) بالموقع الصناعي ذاته ،بطاقة إنتاجية تقدر بـ 1 مليون طن سنويا بتحويل 2 مليون طن من خام الحديد بالشراكة مع شركة توسيالي و التي ستستخدم هذه المواد لتعويض استيرادها تدريجيا من المواد الأولية لمصنع بطيوة في وهران للحديد والصلب.
ووافق كل الشركاء على تحديد الموقع النهائي لهذه الوحدة وتحديد كيفية تزويدها بالمواد الأولية من منجم غارا جبيلات و كذلك ضبط أفضل طريقة لتزويدها بمختلف مصادر الطاقة من كل المرافق الحيوية على غرار المورد المائي ، كهرباء و غاز طبيعي و كذا ربطها بوسائل النقل والشحن البري و في مرحلة أخرى بشبكة السكة الحديدية وذلك بعد استكمالها مع نهاية 2026.
و سمحت الزيارة الوازنة لهذا الوفد الجزائري الصيني إلى عاصمة الجنوب الغربي ، بالاطلاع على إمكانيات بشار من ناحية وفرة مواد البناء من إسمنت و حديد الخرسانة و غيرهما و كذلك على توفير اليد العاملة المؤهلة بالولاية التي ستساهم في بناء هذه الوحدة الإنتاجية الأولى و التي من المقرر أن يتم إنجازها في غضون عامين، أي بحلول السداسي الأول من عام 2026.
و أسدى والي بشار ، تعليمات هامة ، على وضع برنامج لتكوين اليد العاملة في القطاع المنجمي ، من خلال شراكة بين المؤسسة الصينية الحكومية " سينوستيل " ومؤسسة سوناريم لتكوين أبناء المنطقة ، عبر المؤسسات التكوينية. و كشف حرامي محمد صخر الرئيس المدير العام لمجمع سوناريم ، أنه من المقرر إنجاز 6 مصانع ، لإنتاج 10 ملايين طن من الحديد الخام المركز، حيث سيتم نقل " 2 " مليون طن لمصنع بطيوة بوهران و 8 ملايين طن ، يتم تحويلها إلى المنطقة الصناعية توميات في بشار ، بغرض إنتاج 8 ملايين طن من الكريات الحديدية (Pellets) ، وهو ما يسمح بإنتاج مواد تسويقية تقدر بـ 10 مليون طن ببشار.
و يندرج هذا المشروع الواعد ، في سياق الإستيراتيجية الإقتصادية للجزائر لإعادة بعث و تطوير القطاع المنجمي، لا سيما في شقه الصناعي، في إطار تطوير المواد الأولية المنجمية لصالح بعض الصناعات الإستراتيجية ، حيث يرتكز نشاط مجمع سوناريم في التجسيد الفعلي للمشاريع الهيكلية الكبرى على غرار مشروع إستغلال و تطوير منجم خام الحديد لغار جبيلات.
ويحظى مشروع إستغلال منجم غارا جبيلات في تندوف ، بعناية كبيرة من الحكومة ، ضمن خياراتها الإستراتيجية في تحويل الخام إلى حديد بناء ، للحصول على ايرادات بالعملة الصعبة بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً . وسيضمن هذا العملاق المنجمي ، كفاية من الجزائر من الحديد والصلب تقدّر بـ5 ملايين طن سنويا، قبل التوجه نحو تصدير الفائض لمادة تُعدّ أساس كل الصناعات الميكانيكية والأشغال العمومية ، وهو ما سيجعله محط أنظار المُستثمرين في العالم والسوق الدولية.