البلاد -عبد الله بن - أكد الصحفي الفرنسي المختص في السياسة جان ميشال أباتي أن الماريشال توماس روبير بيجو المسؤول عن مقتل آلاف الجزائريين خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر اشتهر أساسا “باختراع غرف الغاز”.
في مداخلة له خلال حصة بُثت مُؤخرا عبر قناة فرنسية أكد جان ميشال أباتي أن هذه الشخصية التي غالبا ما يوجد اسمها مكتوبا في منعطف إحدى الأزقة أو الشوارع بفرنسا “قد اخترعت غرف الغاز” التي استُعملت بعدها من طرف ألمانيا هتلر النازية في إطار برنامج الإبادة.
بعد احتجاجه على تسمية شارع بباريس باسم الماريشال بيجو ذكر الصحفي أن هذه الشخصية نفسها كانت قد وضعت في الجزائر إستراتيجيات عسكرية “صادمة للجميع”. واسترسل يقول “أحرقت الكثير من القرى وتم تقتيل سكانها”، متأسفا للجوء هذا الماريشال إلى ما سمي بـ«المحرقة: وهي تقنية تتمثل في استعمال الدخان للتسبب في اختناق أشخاص لجأوا إلى الاختباء داخل مغارة و ذلك بإضرام النار عند مدخلها”.
«وقام بيجو، كما قال، باحتجاز نساء وأطفال، سواء كانوا من المناضلين أم لا، داخل مغارات و أمر بإشعال النار في مداخلها حتى يموت الجميع اختناقا”. وحسب هذا الصحفي فإن استعمار الجزائر أقل ما يقال عنه أنه “كان داميا بشكل فظيع” و«مريع” إلى درجة جعلت “حتى وزير الدفاع الفرنسي حينها يتخلى عن دعمه بيجو”.
وأضاف أن “مقالات في الصحافة الفرنسية والأوروبية كانت قد تناولت الحدث آنذاك والجميع كان مصدوما”.
ويتأسف جان ميشال أباتي اليوم أن يكون لهذا الماريشال الذي لجأ إلى سياسة “الأرض المحروقة” خلال فترة استعمار الجزائر عدة تماثيل وأن تسمى شوارع باسمه لاسيما في باريس.
وأردف يقول “من الطبيعي أن يثير ذلك حفيظة الخلف المنحدرين من هذا التاريخ الأليم”، متأسفا “نحن نُظهر اليوم وجها كله أنانية”. وركز من جهة أخرى على ضرورة تحمل المسؤولية أمام التاريخ. ويقوم فنانون شباب منذ أيام بعملية فك براغي تمثال للماريشال بمدينة بيريغو.
ويدعون إلى التفكير في هذا التمثال الذي يُمجد هذه الشخصية العسكرية المُثيرة للجدل المُنحدرة من مدينتهم. وأطلق النقاش في هذه المدينة الفرنسية بطرح السؤال “هل يجب إطاحة تمثال الماريشال بيجو بمدينة بيريغو؟” وذلك بعد أن ربطت مجموعة من الفنانين حبلا حول عنق تمثال الماريشال. ووضع سهم آخر الحبل يدعو المارة إلى شده لإسقاط التمثال، تعبيرا عن استنكار “التجاوزات العديدة” التي اقترفتها هذه الشخصية بالجزائر.