فصل وزير الشؤون الدينية والأوقاف في مسألة إخراج زكاة الفطر والتي كانت منذ سنوات محل جدال كبير بين بعض التيارات الإسلامية في طريقة إخراجها سواء نقدا أو قوتا، وخلال إشرافه على حفل افتتاح فعاليات مسابقة جائزة الجزائر لحفظ القرآن وإحياء التراث الإسلامي قال بلمهدي إنه "لا يريد أن يعيد الكلام عمّا تم الحديث عنه في السنوات الماضية"، مضيفًا: "الشعب الجزائري مُسلمٌ بالفطرة، يؤدي زكاة الفطر كما اعتاد على تأديتها".
وتابع: "لجنة الفتوى الوزارية تحدّثت عن إخراج زكاة الفطر قيمةً، رغم أن بعض المجامع الفقهية خارج الجزائر تتحدث عن وجوب إخراجها قوتًا".
وهنا استدرك المتحدث مُشيرًا إلى أن "هؤلاء اليوم يرجعون إلى فتوانا ويقولون بوجوب إخراجها نقدًا".وأضاف: "أنا أستغرب من الجدل القائم حول الأمر، فهو جدل فقهي وعلمي، من المفروض أن يتم حلّه من طرف الفقهاء والعلماء".
وأردف في السياق: "أمّا أن يأتي شخص في مكان عام ويقول للناس إن زكاة الفطر باطلة نقدًا فأعتبره متجنّي على الله".وختم بلمهدي حديثه بالتأكيد بأن "الشعب الجزائر وسطيٌ، يتّبع مرجعيةً واضحة، ويثق في علماء بلاده".
من جهتها اللجنة الوزارية للفتوى سارت على نفس طريق الوزير، ودعت اللجنة في بيان لها إلى "المبادرة بإخراج هذه الزكاة، التي تساوي قيمة صاع، أو 2 كلغ، من غالب قوت أهل البلد، قبل قدوم عيد الفطر المقبل، وجاء تأكيد اللجنة خلال اجتماع لها خصص للنظر في بعض المسائل المتعلقة بشهر رمضان المبارك، ويتكرّر كل سنة الجدل حول زكاة الفطر التي يخرجها الجزائريون في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، بين من يقول بجواز إخراجها نقدا ومن يرى إخراجها طعاما تقيّدا بحرفية النص،من جانب آخر، دعت اللجنة الوزارية للفتوى، عشية حلول شهر رمضان المبارك، الصائمين إلى الرجوع في الفتوى إلى أصحاب الخبرة والاختصاص وتعلم فقه الصيام وفق المرجعية الدينية الوطنية، حسبما أفاد به اليوم السبت بيان لذات الهيئة.
وشدّدت اللجنة على ضرورة "الحرص على استقبال شهر رمضان بتجسيد المعاني الإيمانية صياما وقياما وسلوكا"، ودعت إلى "تعلم فقه الصيام وفق المرجعية الدينية الوطنية والرجوع في الفتوى إلى أصحاب الخبرة والاختصاص، لاسيما فيما يتعلق برخص الصوم للمرضى والحوامل والعجزة وأصحاب الأعذار".
كما ذكّرت بأهمية "التحلي بمكارم الأخلاق من خلال نشر روح الأخوة وتجسيد قيم الرحمة والتكافل والتضامن" مع العمل على "تجنب مظاهر الإسراف والتبذير"،وفي السياق، أشارت إلى ضرورة "الالتزام بالمواقيت الشرعية وفق الرزنامة الرسمية التي أعدتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، لاسيما وقتي الصبح والمغرب"، وبهذا قد تم الفصل وبصفة نهائية في مسألة زكاة الفطر من قبل الهيئات الرسمية وعلى رأسها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف
