شدّد خبراء، اليوم السبت، على أنّ ضمان أمن الجزائر الغذائي مرهون بالاستغلال الفوري لــ 2.5 مليون هكتار من الأراضي الخصبة التي لا تزال خارج نطاق أي استثمار.
في تصريحات خاصة بـ"البلاد نت"، أبرز "عمر زغوان" المدير العام للمعهد التقني الزراعات الكبرى أنّ أمن الجزائر الغذائي بات مشروطاً بالاستغلال الفوري لمليوني ونصف هكتار كفيلة بمضاعفة إنتاج الحبوب، مشيراً إلى ضرورة منح الأولوية لتطوير محاصيل القمح والأعلاف والبقوليات.
من جهته، ينوّه الخبير الزراعي "رفيق بحري" بامتلاك الجزائر للإمكانيات التي تكفل تغطية حاجياتها من الخضروات، وينوّه محدثنا بارتكاز النظام الزراعي الحالي على الحبوب، معتبرا أنّ الأهداف المسطرة لصالح الجنوب أضحت واقعا اليوم.
في المقابل، يركّز "يحيى زان" الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الجزائريين، على أنّ فرع الخضر والمواد الغذائية ليس متطورا لدرجة كبيرة في بلادنا، وهو ما يفسّر عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي، لذا يلّح على أنّ استدراك هذا التأخر، مرتبط بتفعيل الوعاء الزراعي كاملاً.
ويسجّل "زان" أنّ الجزائر تملك قرابة 8.5 ملايين هكتار من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، لكنه يتم استغلال 5.5 إلى 6 ملايين هكتار فحسب، علما أنّ النظام الحالي يركز على نظام الحبوب، وهو ما يعني أنّ كل سنة يتّم ترك مساحة شاسعة تربو عن 2.5 مليون هكتار، ويمكن استغلالها في إنتاج الخضراوات والمواد الأساسية.
ويردف "بحري": "يمكن أن تكون هذه الأراضي موجهة لإنتاج البقوليات لتحقق ثلث الطلب الوطني، ولدينا شيء من هذا القبيل 80 ألف هكتار مخصصة لإنتاج البقوليات الغذائية، ويمكنها أن تسمح بإنتاج 2.2 مليون قنطار من الحمص والفول والعدس والفاصوليا.
ويتصور "يحيى زان" الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الجزائريين، بتوخي استيراتجية شاملة تقضي على العراقيل التي حالت دون نشوء استثمارات كبيرة في القطاع الزراعي وأبقته رهين استثمارات عائمة وضعيفة جدا.