نداءات للكشف عن مصير حراقة ركبوا البحر خلسة نحو اسبانيا

جمعية مفقودي البحر تراسل السلطات الاسبانية

 -البلاد.نت/ رياض.خ-    تعيش العشرات العائلات الجزائرية على أمل أن تكشف السلطات عن مصير أبنائها المفقودين، الذين انقطعت أخبارهم بالهجرة غير النظامية في الأسابيع الماضية إلى اسبانيا، بينما تشير جل الدلائل أنهم تاهوا في عرض البحر، وفق قول ناشطين في جمعية مفقودي البحر التي تنشط في غرب الوطن.

ورغم حرقتها على فلذات أكبادها لم تستسلم هذه العائلات لليأس، وتمسكت بحقها في الكشف عن مصير الأبناء الذين ركبوا البحر خلسة نحو الضفة الأخرى من المتوسط بتشجيع من عصابات الموت التي تتاجر في البشر بمبالغ مالية مضاعفة مقارنة بالماضي.

وأطلقت جمعية مفقودي البحر التي تنشط في بلدية بن عبد المالك رمضان شرق ولاية مستغانم، منذ أربع سنوات وتضم ناشطين من مختلف ولايات الوطن، نداء استغاثة إلى السلطات العليا للبلاد، مرفق بصور شبان مفقودين ومطالب بفتح تحقيق للكشف عن مصيرهم الغامض.

محمد لحسن وزوجته كانا من ضمن العائلات التي تطالب بالبحث عن ابنهما "إلياس " 24 عاما الذي انقطعت أخباره منذ 3 أشهر عندما أبحر سرا باتجاه مرسيا جنوب شرق اسبانيا.

وقالت والدته على صفحة الجمعية، صورة ابني لا تفارقني وأرجو من الله أن يساعدنا على العثور عليه، بعدما أبحر في بداية شهر سبتمبر من شاطئ عشعاشة بمبلغ 14 مليون على متن "بوطي" قارب متهالك رفقة 13 شابا نجا ثمانية منهم من موت فيما يبقى البحث عن 5 آخرين.

ويقول بوطيبة أحمد الذي يعيش في مدينة وادي رهيو شرق ولاية غليزان، المنطقة التي ارتفعت فيها محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه اسبانيا، إن ثمة أخبار وردته بتاريخ 23 سبتمبر الماضي، بوصول ابنه إلى ألميريا مع مجموعة تضم 17 شابا من الميناء الصغير، لكن سرعان ما كذب أصدقائه الخبر، وهو ما جعل الشك يتسرب في نفسه بأن ابنه ضاع في البحر أو تحول إلى طعام للسمك، وتعمد والد الحراق التردد على وزارة الخارجية مرارا، وطرق أبواب المنظمات الحقوقية في الجزائر لكن دون جدوى.

من جهته، يؤكد والد المهاجر غير الشرعي " غانم" القاطن بولاية برج بوعريرج، أن ابنه المفقود منذ 6 أسابيع، كان حاول الهجرة غير الشرعية على متن "قارب سريع" من شاطئ دلس ببومرداس حسب الرواية التي نقلتها جمعية مفقودي البحر، لكن انقطعت أخباره وأن منظم الرحلة السرية اختفى تماما وغير شريحة هاتفه النقال، مضيفا أن الكثير من العائلات لديها معلومات بأن أبناءها الذين كانوا مع ابنه، اعتقلوا في ميناء طريفة بإقليم الأندلس، باستثناء " غانم" الذي لا خبر بخصوصه.

على النقيض، روت "فاطمة" والدة الشاب" معاذ "أنها علمت باعتقال ابنها بمركز الاعتقال في ساحل "لانثاروت" بجزر الكناري وكان رفقة مغاربة، حسب ما كتبته صحيفة "كنارياس 7" الإسبانية، لافتة إلى أنها تنتظر تأكيد المصالح الرسمية خبر اعتقاله للاطمئنان أكثر على مصير ابنها.

في سياق ذي صلة بالموضوع، تؤكد جمعية مفقودي البحر نقلا عن الناشط "عيسى بن خالد"، أن ما لا يقل عن 35 نداء وصل إلى الجمعية في ظرف يقل عن 4 أشهر من عائلات تقيم في حوالي 14 ولاية تبحث عن أبنائها الذي راحوا ضحايا الهجرة غير الشرعية انطلاقا من شواطئ الغرب الجزائري بالإضافة إلى شواطئ تيبازة وبومرداس. ووفق بن خالد، فان عدد المفقودين يقدر بنحو 38 شخص على الأقل في هذه الفترة وهناك نداءات وصلت إلى الجمعية تفيد بفقدان شابين من عائلة واحدة أبحرا سرا من شاطئ " سبيعات" بعين تموشنت في منتصف شهر أوت.

وكشف ذات المتحدث، عن أن الجمعية أرسلت نداءات إلى السلطات الاسبانية عبر حقوقيين أحرار ينشطون ضمن الجمعية، رغبة في الكشف عن مصير المفقودين، مضيفا أن ذات السلطات كانت قد طلبت في 15 سبتمبر الماضي، بصمات 4 مفقودين احتلمت تواجدهم على أراضيها، لكن لم تؤكد أو تنفي الخبر لحد الآن. وأظهرت دراسة سابقة أعدتها الجمعية نفسها، أجريت على عينة من قائمة المفقودين التي بحوزتها، أن نحو 35% من المفقودين شباب لا تتجاوز أعمارهم 24 سنة، وثلثهم من القصر، فيما أحصت اختفاء 5 نساء و3 رعايا أفارقة كانوا أبحروا سرا على متن "بوطي" من شاطئ بوسفر غرب وهران.

يُشار إلى أن السلطات الجزائرية رفضت انخراطها فيما أسمته سياسة تصدير الحدود التي تعتمدها دول الاتحاد الأوروبي، كون أن هذه السياسة تهدف إلى جعلها تقوم بدور "الدركي" في حماية الحدود وتكلفتها من الجانب الإنساني والاقتصادي.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار ورعود في هذه الولايات اليوم

  2. موسكو تُحذّر واشنطن

  3. الوزير الأول يترأس اجتماعا للحكومة

  4. سنة حبسا نافذا لمتهمتين بتسريب موضوع الفلسفة في امتحان البكالوريا بالبليدة

  5. توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية وضبط 3 قناطير مخدرات

  6. الجامعات الجزائرية في المرتبة الأولى مغاربيا في أحدث تصنيف لـTHE IMPACT

  7. الهلال يفرض التعادل على ريال مدريد في كأس العالم للأندية

  8. إلغاء رحلات الخطوط الجوية الجزائرية من وإلى العاصمة الأردنية إلى إشعار آخر