دعا نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح إلى توخي “اليقظة الشديدة” من أجل إفشال “غدر الغادرين وإجهاض نهجهم” في المساس بسلامة الوطن. وأبرز نائب وزير الدفاع أن الجزائر “لا يمكن لها بأي حال من الأحوال إلا أن تكون رغم أنف أعدائها قوية بجيشها وقدراتها الذاتية وعلى رأسها الصناعة العسكرية”.
وفي اليوم الأول من زيارته للناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، قام الفريق قايد صالح مرفوقا باللواء عمار عثامنية قائد الناحية العسكرية الخامسة واللواء رشيد شواقي مدير الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني، بتفقد بعض مركبات الصناعة العسكرية، استهلها بزيارة مركب العربات المدرعة المدولبة بعين سمارة “راينمتال الجزائر”.
في البداية، قام نائب وزير الدفاع -حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني- بتدشين مقر هذه الشركة الهامة ليتابع بعدها عرضا قدمه مديرها العام، إضافة إلى ممثلين عن الشركاء الأجانب، إثر ذلك طاف بمختلف مرافق الشركة واطلع على سلسلة الإنتاج بها، كما تفقد مختلف الورشات، على غرار ورشة التقطيع وورشة التلحيم وورشة التجميع وورشة الإنتاج وتحادث مطولا مع الإطارات والمستخدمين وحثهم على بذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذا المكسب الهام بالنسبة للصناعات العسكرية وللاقتصاد الوطني عامة. وتابع المسؤول العسكري عرضا ميدانيا أظهر مدى قدرة هذه العربات على اجتياز مختلف أشكال الموانع الطبيعية والاصطناعية والتنقل بسهولة عبر أراضي صخرية. للتذكير، فإن هذه الشركة تقوم بتصنيع عربات مدولبة سداسية الدفع “فوكس 2” (FUCHS 2)، وتصنع في مرحلتها الأولى 120 عربة سنويا، وستشغل عند بلوغها طاقتها الإنتاجية القصوى حوالي 1000 عامل من شباب المنطقة والمناطق المجاورة بما فيها مهندسين وتقنيين، وهو ما يساهم في التقليص من حدة البطالة ويزيد بذلك من مساهمة الجيش الوطني الشعبي في تنمية الاقتصاد الوطني، من خلال تنويع مصادر الدخل للبلاد والحد من التبعية للخارج.
والتقى بعد ذلك بإطارات وعمال الشركة، أين توجه إليهم بكلمة أكد من خلالها على الاهتمام الذي توليه القيادة العليا لمثل هذه المشاريع الهامة التي تقوم أساسا على نقل وتحويل التكنولوجيا عالية الدقة، التي تساهم في ترقية وتطوير الصناعات العسكرية خصوصا والصناعة الوطنية بشكل عام “يسعدني كثيرا بمناسبة هذه الزيارة العملية التي سمحت لي بتفقد وتدشين مركب العربات المدرعة الـمـدولـبـة بعين سمارة، الذي يعتبر على غرار المصانع والمركبات الأخرى التي تزخر بها الصناعات العسكرية، بمثابة التحدي الكبير الذي ينبغي مواصلة مشوار وجهد كسبه، واعلموا أن التحديات الكبرى في أي مجال من المجالات، لا تكسبها إلا العزائم القوية المفعمة بالإصرار والمدعومة بالكفاءة اللازمة وبالخصال الحميدة كالنزاهة والإخلاص والوعي بأهمية المهام المخولة لكم على مستوى هذا المركب الصناعي، الذي يجسد حقيقة مدى فعالية نهج الشراكة مع الأشقاء والأصدقاء، ومدى قدرته على تحقيق الأهداف المسطرة.
وتابع أن “هذه الأهداف التي نصبو من ورائها، بدعم وتوجيه من فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، إلى الأخذ بنواصي القدرة على التخفيف التدريجي من حدة التبعية للآخرين والتكفل الذاتي بمهمة إضفاء طابع الأداء العملي الفعال والمتكيف على عتاد وتجهيزات الجيش الوطني الشعبي، بما يسمح بالرفع من كفاءاته العملياتية وتحسين مردوديته الميدانية”.
