شدّدت المصالح الصحية في الجزائر ، في الأيام الأخيرة ، على إلزامية أخذ لقاح الأنفلونزا الموسميّة ، كسبيل وقائي فعال ، لتفادي الفيروسات الناتجة عن برودة الطقس ، والتي تمسّ أساسا الفئات المُسنة ما فوق 65 عاما وذوي الأمراض المزمنة وضِعاف المناعة .
و كثّفت مصالح الطب الوقائي في الفترة الأخيرة ، حملة التحسيس بخطورة الأنفلونزا الموسمية والدعوة إلى الانخراط بقوة في حملة اللقاح خلال الوقت الحالي كإجراء معزّز للمناعة المكتسبة ، نظراً لكونها الفترة المرشحة لتسجّيل ارتفاع أكبر للإصابات بنزلات البرد ، بحيث تكثرُ الأنفلونزا في فصل الشتاء في الجزائر وفي العالم أيضاً، ولهذا ترتفع تّوصيات الأطباء في العالم بالحرص على أخذ اللقاح بشكل سنوي " Vaccin antigrippale " ، لاسيما في هذه الفترة بالتحديد، خاصة أنّ اللقاح الذي اقتنته الجزائر لاحتياجات الموسم الحالي 2024/2025 ، "ملائم للأنواع الفرعية الأربعة (سلالات) لفيروس الأنفلونزا (رباعية التكافؤ) من أجل ضمان حماية أوسع للفئات السكانية .
ضرورة اللقاح لتعزّيز المناعة .. على هذا النحو ، ذكرت مصلحة علم الأوبئة و الطب الوقائي في المؤسسة الجامعية أول نوفمبر بوهران ، أنّ الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية ، ترمي إلى وقاية الأشخاص الذين يُعانون من مرض السّكري أو السّرطان أو الضّغط الدموي أو السمنة أو أمراض القلب والشرايين وكذا المسنين و العاملين في المؤسسات الصحية ، عن طريق تعزّيز مناعتهم ضد هذا الفيروس ، الذي ينشط بشكل خاص خلال فترة الخريف والشتاء .
وكشفت البروفيسور هروال نبيلة ، أنّ فيروس الأنفلونزا الموسمية ينتقل بشكل كبير بين الأفراد، ويصاب به بشكل واضح المسنون ما فوق 65 سنة ، وزادت : " أما بالنسبة للفئات التي من الأولى أن تلجأ إلى اللقاح ، فهي فئة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل وضعاف المناعة ، فإصابةُ هذه الفئات بفيروس الأنفلونزا، وهي غير ملقحة، يمكن أن تؤدي بها إلى حالات خطيرة . و أفصحت البروفيسور هروال ، أنّ اللقاح في هذا الإطار يكون إيجابيا من أجل مواجهة كل ما ينتج عن برودة الطقس وهذه الأنفلونزا ، مشيرة إلى انخراط العاملين في القطاع الصحي في هذه الحملة بدورهم ، لكون هذه الفئة من الممكن أن تنقل العدوى للمرضى .
و أوضحت المتحدثة ، أنّ هذه الفترة تحديداً ، تعتبر الأنسب لبداية التصدي للأنفلونزا الموسمية ، التي تشكّل مرضاً خطيراً، قد تكون له تداعيّات صحية وأعراض جانبية حادة .
من جهتها ، أطلقت الإدارة العمومية ، حملة تحسيس واسعة ، في الوسط المهني لدعوة الموظفين الجزائريين إلى أخذ اللقاح لتفادي انتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية وعدم الاستهانة بمخاطر هذا الفيروس في فصل الشتاء ، خاصة بالنسبة لبعض الحالات التي تعاني من أمراض مزمنة، مع العلم أنّ المصالح الصحية تواصل توفير اللقاح لفائدة مستخدميها .
وعن الأعراض التي تصاحبُ هذه الإصابة ، تتمثل في التعرّض للظهور المفاجئ للحمى، السعال (الجاف عادةً)، الصداع، آلام العضلات والمفاصل، التوعُّك الشديد (الشعور بالإعياء)، التهاب الحلق، ورشح الأنف ، وقد يكون السعال شديدًا ويستمر لأسبوعين أو أكثر .
تجنب التداوي الذاتي ..
و أطلق الكثير من الأطباء المُختصين في الطب الوقائي و الميكروبيولوجيا بالجزائر ، دعوات لتلافي اللجوء إلى التطبيب الذاتي في حالة الإصابة بالأنفلونزا , لاسيما خيار تفضيل الدواء على اللقاح ، إذ إنّ المضادات الحيوية على سبيل المثال ، لا تأثير لها على فيروس الأنفلونزا ، بحيث أنّ التداوي الذاتي في هذا الصدد غير مفيد ، مقارنة باللقاح، الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة لمنع انتشار الفيروس بين الأفراد . ويستغرق اللقاح بحسب شهادات المُختصين ، من 2 إلى 3 أسابيع بعد تلقيه ليبدأ مفعوله ، فيما أوصى الأطباء بتفادي اللجوء إليه عند الإصابة بالأنفلونزا و الإنتظار حتى الشفاء.