نمط حياة يرفع خطر الإصابة بالسرطان.. الشيخوخة المتسارعة تهدد الجيل "Z"

اشتكى عدد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي من أن جيلًا من الشباب، جميعهم تحت سن 27 عامًا، يبدون بالفعل أكبر سنًا من الجيل الذي سبقهم، أي جيل الألفية (المولود بين عامي 1981 و1996). وشارك النشطاء مقاطع فيديو تمت مشاركتها ملايين المرات يعبرون فيها عن ظاهرة الشيخوخة المبكرة. 

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد كشفت الأبحاث المنشورة في مؤتمر دولي للسرطان أن الشباب الذين تم تشخيص إصابتهم بأنواع معينة من السرطان - وخاصة سرطان الرئة والجهاز الهضمي والرحم - كانوا أكثر عرضة للحصول على دليل على ما وصفه الباحثون بـ "الشيخوخة المتسارعة".

وببساطة، كان عمر الخلايا في أجسامهم، المعروف بعمرهم البيولوجي، أكبر بكثير من عمرها الفعلي.

خطر "تسارع الشيخوخة"

وقال الباحثون الأميركيون: إن هناك "أدلة قوية" على أن خطر تسارع الشيخوخة، وبالتالي الإصابة بالسرطان، يزداد مع كل جيل يولد بعد عام 1965.

ويعني ذلك أن الجيل "زد"، أي الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012 والذين أصبحوا شبابًا بالغين اليوم معرضون لخطر أكبر بكثير للإصابة بأمراض قاتلة مثل السرطان في مرحلة مبكرة جدًا مقارنة بآبائهم أو أجدادهم.

وبحسب "ديلي ميل"، تعتبر البروفيسورة إيلاريا بيلانتونو، المديرة المشاركة لمعهد الحياة الصحية بجامعة شيفيلد، أن العلماء لا يعرفون ما يكفي لكي يقولون على وجه اليقين أن الأجيال الشابة تتقدم في السن بشكل أسرع أو لماذا حيث لم يتم إجراء أي بحث بهذا الشأن.

لكنها تقول: "الأمر ليس مستحيلاً. إننا نشهد المزيد من الأمراض لدى الشباب، وهي أنواع الأمراض التي نتوقع عادة أن تصيب كبار السن"، مشيرة إلى أن الشيخوخة البيولوجية هي عامل خطر لهذه الأمراض. فبنفس الطريقة التي يزيد بها المدخنون من خطر الإصابة بسرطان الرئة، كذلك يزيد تسارع الشيخوخة من خطر الإصابة بحالات مزمنة متعددة طويلة الأمد.

ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان

وقد استخدم الباحثون، من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، الذي يحتوي على معلومات طبية ووراثية لنصف مليون بالغ، ونظروا في قياسات الدم المرتبطة بالعمر البيولوجي، بما في ذلك البروتينات التي ينتجها الكبد وحجم خلايا الدم الحمراء.

وكان أولئك الذين يعانون من الشيخوخة البيولوجية الأكثر تقدمًا لديهم ضعف خطر الإصابة بسرطان الرئة في المراحل المبكرة، وكانوا أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بورم في الجهاز الهضمي وبنسبة 80% للإصابة بسرطان الرحم. 

كما وجد باحثون من جامعة "بريستول" في العام الماضي. أنه مقابل كل سنة إضافية من العمر البيولوجي فوق العمر الفعلي، يزيد خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 12%.

وأشار تحقيق أجراه عالم الأوبئة الدكتور شوجي أوجينو، من جامعة هارفارد، إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان آخذة في الارتفاع بشكل مطرد منذ منتصف القرن العشرين. وقال: "منذ عام 1950، وجدنا أن كل جيل متتالي لديه خطر أعلى للإصابة بالسرطان في المراحل المبكرة".

النوبات القلبية

وأوضح أنه يمكن للخلايا عادةً إصلاح وتجديد نفسها في الأشخاص الأصحاء الشباب. ولكن مع تقدمهم في السن، سواء بشكل طبيعي أو قبل الأوان، يمكن أن تصبح هذه العملية مختلة وظيفيًا.

ولا يقتصر الأمر على الأورام السرطانية، حيث تكشف بيانات هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا عن ارتفاع بنسبة 38% في عدد الأشخاص دون سن الأربعين الذين تم علاجهم من النوبات القلبية خلال عقد من الزمن، من 1730 في عام 2013 إلى 2396 في عام 2023. 

ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري

كذلك ارتفعت معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع 2، حيث يُظهر أحدث تدقيق لمرض السكري في بريطانيا، نُشر في ديسمبر الماضي، أن الأعداد التي تم تشخيصها ارتفعت بنسبة 11.6% بين عامي 2017 و2022. لكن الأمر أسوأ لدى الشباب. أما في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، فتبلغ الزيادة 18.7%، و21% في الفئة العمرية من 19 إلى 25 عامًا.

ونقلت "ديلي ميل" عن خبير مرض السكري من النوع الثاني في جامعة غلاسكو البروفيسور نافيد ستار قوله: "إن الأشخاص الذين يصابون بمرض السكري تحت سن الأربعين يفقدون ما بين 15 إلى 16 عامًا من متوسط العمر المتوقع - وهو أكثر بكثير من أولئك الذين تم تشخيصهم لاحقًا، أي حوالي ست سنوات".

وقال: "كلما كان عمرك أصغر عند تشخيصك، زاد خطر الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بمرض السكري مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الكلى وفشل القلب". 

تأثير السمنة

إلى ذلك، هناك تطورات أخرى تكتسب زخمًا مع كل جيل جديد. فقد أصبح البلوغ مبكرًا، خاصة عند الفتيات، بمعدل ثلاثة أشهر كل عقد. الأمر الذي يرفع خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات، وقد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان الرحم في مرحلة البلوغ. 

كما يعد النظام الغذائي والسمنة من العوامل الرئيسية التي تؤدي للبلوغ المبكر. وأظهرت العديد من الدراسات أن السمنة يمكن أن تسرع شيخوخة خلايا الجسم.


وتنقل الصحيفة عن البروفيسور لين جويل راسموسن، عالم الوراثة، ومدير مركز الشيخوخة الصحية بجامعة كوبنهاغن قوله: "إن الطريقة التي يعيش بها والديك ستؤثر بالتأكيد على صحتك".

ويضيف: "كلما زاد الضرر الذي ترثه في الحمض النووي، زاد الضرر الذي ستحمله. وقد يساهم في ظهور السرطان قبل خمس سنوات. ولكن ما سيدفعك إلى أبعد من ذلك هو أسلوب حياتك الخاص، وما تتعرض له".

التدخين يسرّع الشيخوخة

كما يعتبر التدخين الإلكتروني السبب وراء بعض حالات الشيخوخة المبكرة على الأقل. فقد تم ربط النيكوتين بتكسير الكولاجين، وهو البروتين الذي يحافظ على تماسك البشرة وممتلئها، والذي يمكن أن يسرع ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد.

ويمكن أن يتسبب أيضًا في تضييق الأوعية الدموية الصغيرة، مما يقلل من وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى الجلد. وقد ارتفعت معدلات تدخين السجائر الإلكترونية مقارنة بـ 13.9% في عام 2020.

كذلك يمكن للوحدة أن تساهم في تسريع الشيخوخة. تم وصف الجيل Z بأنه "الجيل الأكثر وحدة" الذي يقضي وقتًا أطول على الإنترنت. 

وبحسب "ديلي ميل"، يشير الجراح العام الأميركي، الدكتور فيفيك مورثي، إن الشعور بالوحدة المستمرة يمكن أن يكون ضارًا مثل تدخين 15 سيجارة يوميًا، لافتًا إلى ارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 32% لدى الأشخاص المنعزلين اجتماعيًا. 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. بلاغ هام من مديرية الضرائب

  2. بداري: كل مطالب طلبة الطب حققت

  3. تذبذب في توزيع المياه في 16 بلدية بولايتي الجزائر و تيبازة

  4. مُنتجات " صُنع في الجزائر " تخطف الأضواء في إكسبو داكار الدوليّ

  5. مترو الجزائر يٌطلق بطاقة واحدة لأربع وسائل نقل

  6. وزارة الدفاع.. تواصل التسجيلات الأولية لفئة رجال الصف المتعاقدين

  7. طقس الأحد.. أمطار على هذه المناطق

  8. وزير الصناعة يٌسدي توجيهات لمسؤولي المجمعات الصناعية العمومية

  9. توقعات حالة الطقس ليوم غدٍ الإثنين

  10. ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية