توفي مؤسّس شركة "ريد بول" النمساوي، ديتريش ماتيشيتس، الذي جعل مشروب الطاقة ظاهرة عالمية وبنى فريق «فورمولا وان»، الذي أحرز لقب بطولة العالم ضمن إمبراطورية رياضة كبرى، أمس السبت، عن عمر ناهز 78 عاماً، بحسب ما أعلنت شركته.
وعبّرت "ريد بول" عن حزنها لوفاة الملياردير وامتنانها لما أنجزه.
وبحسب ما ذكرته وكالة الصحافة النمساوية، فإن ماتيشيتس، توفي بعد معاناته مع مرض السرطان.
ماتيشيتس وهو رجل متكتّم نادراً ما يجري مقابلات صحفية، قام بتكييف مشروب طاقة كان شائعاً في آسيا، ليحقق نجاحاً كبيراً في الأسواق الغربية. اختير كأغنى شخص في النمسا من قبل مجلة "فوربس" عام 2022، بثروة مقدرة بـ27.4 مليار دولار.
واستثمر ماتيشيتس، بكثافة في عالم الرياضة لإعطاء علامته التجارية شهرة عالمية.
بالإضافة إلى انخراطه في عالم الفورمولا وان، حيث يتربع سائق فريقه الهولندي ماكس فيرستابن على لقب بطولة العالم في آخر سنتَين، كما اشترى ريد بول فريق كرة القدم في مدينة سالزبورغ عام 2005، ثم لايبزيغ الألمانية.
وأحرز الناديان الألقاب بفضل الاستثمار الكبير للعلامة التجارية.
كما ترعى شركته نجوم رياضة عالميين، من بينهم لاعب كرة القدم البرازيلي نيمار.
واستثمرت العلامة التجارية أيضاً في الرياضات الخطيرة، فشاركت في رعاية أحداث مثل الاستعراضات البهلوانية الجوية، السقوط الحرّ ببدلات مجنّحة، الغطس عن المرتفعات، ركوب الأمواج وصولاً إلى قفزة حرّة تاريخية اخترق خلالها النمساوي فيليكس باومغارتنر جدار الصوت عام 2012، بقفزه من كبسولة مربوطة إلى منطاد في سماء نيومكسيكو من علو 38969.4 متر.
ووُلد إرث ماتيشيتس، مشروب الطاقة ريد بول (الثور الأحمر)، خلال إحدى رحلاته التجارية كمدير تسويق لشركة ألمانية لمستحضرات التجميل، عندما قُدّم له مشروب حلو شائع في آسيا في حانة فاخرة في هونغ كونغ.
وأغرم به فوراً وتأثر بقدرة المشروب الواضحة على مساعدته في التغلب على اختلاف توقيت السفر.
وقرر الدخول في شراكة مع مطور المشروب رجل الأعمال التايلندي تشاليو يوفيدهيا، فأسس الرجلان ريد بول عام 1984.
وجذب المشروب، الذي يتخذ من فوشل أم سي النمساوية في جبال الألب مقراً له، الأذواق الغربية وتطورت العلامة التجارية عالمياً بفضل التسويق الذكي وعلاقتها الوثيقة مع الرياضة.
وتوظف ريد بول راهناً 13 ألف شخص في 172 دولة، مع حجم مبيعات يبلغ 8 مليارات يورو (7.89 مليار دولار) وتبيع ما يقرب من 10 مليارات عبوة سنوياً.
ودخلت ريد بول عالم الفورمولا واحد باستحواذها على 60% من فريق ساوبر السويسري، قبل انفصالهما لخلاف حول اختيار السائقين.
وبعدها بثلاث سنوات، اشترت ريد بول فريق جاغوار المتعثر من مالكه فورد وأعادت تطويره، سرعان ما تطوّرت لتصبح قوة رائدة وأصبحت الأسرع بدءاً من 2009.
وتوّجت بأول ألقابها العالمية لدى السائقين والصانعين مع الألماني سيباستيان فيتل عام 2010.
وامتلك ماتيشيتس، جزيرة لاوكالا الرائعة في فيجي والعديد من العقارات في النمسا ولم يتزوّج أبداً، يرتدي الجينز دائماً ولم يظهر في أي مقابلة صحفية.
