حتى لا يخدعك تجار الكلام... كل ما يجب عليك معرفته قبل الاشتراك في دورات التحرر النفسي

هذه التقنية حقيقية؟ أم أنها خيال ولها أهداف باطنية؟

البلاد نت - فيصل لمزاودة- تعرف دورات التنمية الذاتية إقبال كبير من طرف الجزائريين بغية تنمية القدرات العقلية، وفرز النقاط الشخصية للإنسان منها تحسين الثقة في النفس والمشاعر وردود الأفعال البشرية إتجاه المواقف التي تصادفه في الحياة، وطرق التحكم فيها بما يحقق المكاسب الشخصية، لكن تختلف أنواع وأهداف الدورات من دورة لأخرى، حيث أن هنالك دورات همها الوحيد تقديم الفائدة للفرد وخدمة المجتمع، في حين تهدف دورات أخرى إلى تحقيق الثروة والأرباح لا غير.

لعل تقنية "الأكسس بارز" الأمريكية هي أشهر التقنيات رواجا عبر منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، حيث دخلت هذه التقنية إلى الجزائر سنة 2018، بعد أن روج لها أيضا في العديد من بلدان العالم، حيث أسسها الأمريكي "غاري دوغلاس" في التسعينيات، وتفيد هذه التقنية بتغيير حياة الأشخاص والوصول لأعلى درجات الوعي، والتحرر من الطاقات السلبية والمعتقدات، والاستثمار في النفس وغيرها.

فهل هذه التقنية حقيقية؟ أم أنها خيال ولها أهداف باطنية؟

تواصلنا في هذا الصدد مع العديد من الأخصائيين في علم النفس والاجتماع والتنمية الذاتية، إضافة إلى مشاركين في هذه الدورة، من أجل التوصل للإجابة عن الإشكال المطروح.

وسلطت الأخصائية في التنمية الذاتية، حياة بركوكي، الضوء على ميدان التدريب في التنمية الذاتية، والذي أكدت أن هذا المجال سمح للمحتالين للذين لايملكون أخلاق ولا ضمير باستعماله كتجارة لاغير، كما عرجت أيضا على موضوع الأكسس قائلة:"أن دورات الاكسس بارز لابد من إيقاف انتشارها ولابد من محاربتها، أكيد لأن محتواها يترصد بالقيم والركائز الدينية".

فيما أكد الأخصائي النفساني، يوسف بن ياسين، أن مدربو هذه التقنية يدعون أنها تقنية علاجية للتحرر من المعتقدات والأحاسيس والأفكار السلبية أن مصطلح التقنية يأتي من التقنين أو اخضاع الطريقة إلى قانون التجريب ومناهج البحث

على فئات كثيرة وعينة معتبرة، ثم نخضعها للتجربة وننشر النتائج في المجلات العلمية، وتتبناها المدارس العلاجية النفسية، وهذا ما لم يتحقق ولا أي شرط في الاكسس بارز، وأضاف:"المعتقدات و الذكريات لا يتم محوها أو اسقاطها من العقل لأي طريقة كانت ولكن يمكن التغيير فيها و تبني معتقدات اخرى اكثر صحية وايجابية في العلاج النفسي أما في الاكسس فيدعون أن لديهم العصا السحرية وهذه مغالطة كبيرة".

كما تدخل مستشار تربوي في الموضوع، وقال:" نعم لقد صدقوا في ذلك فهي حقيقة تقنية للتحرر من المعتقدات الدينية و من الضوابط الاجتماعية والقيم الانسانية، ثم مادامت انها تقنية علاجية فالسؤال تحت أي علم نصنفها؟ سيكون الجواب اكيد علم النفس، هنا أقول في أي جامعة من الجامعات العالمية تدرس هذه التقنية؟ وما هي المستشفيات العالمية التي تبنتها كتقنية علاجية؟ أين الكتب المؤلفة فيها أين علماء النفس الذين قالوا بها ونصحوا باستخدامها؟ سيكون الجواب لا يوجد، هذا ناهيك عن محتوى التقنية وما فيها".

وأوضحت أيضا المدربة، فايزة تيميزار، أن "الأكسس بارز" مجرد أفكار أو بالأحرى طقوس معلبة في شكل دورات لإعطائها قالبا محترما للناس لكي تقبل على هذه الدورات.

كما جمعنا حديث مع مشاركتين في هذه الدورة، الأولى أكدت انه سحر حقيقي وطاقة أرضية منخفضة تعتمد فقط على أجساد الناس وسرقه طاقتهم ووعيهم عكس ما يروج له، وقالت:"بعد عام من الممارسة اكتشفت وتأكدت انه حقا سحر، لأن "غاري دوغلاس" قالها بصريح العبارة أنه استمدها من الارواح، والمدربات يخفون الأمر في البدايه، و بعد المرور بعدة أقسام يفصحوا عن الأمر لكن بشكل متحفظ، الاقسام المتقدمة يعني الانسان يتبرمج بشكل عميق، والأكسس ضد كل الأديان"، وأتبعت قائلة:"يقولون أن هذه التقنية تنسف كل المعتقدات في العقل الباطن أو اللاواعي لأن الوعي منوم، هدفهم نسف كل المعتقدات السابقة، بنسبه للمسات الاصابع الي يحطونهم على الراس تولد شحنه مغناطيسيه، وبالتالي اختراق للمجال الطاقي للانسان واختراق لدماغه، وهو ما يحتاجونه لمرور الأرواح، وما الارواح في الحقيقه إلا جن وشياطين".

بينما صرحت الثانية، قائلة:"كنت أدرس الطاقة وكان عندي شغف كبير وعند سماعي بدورة في هذا المجال أسجل نفسي، ووصل بي الأمر حتى للسفر إلى كندا لحضور دورات متقدمة من الأكسس لأن هذه التقنية لم تكن قد دخلت الجزائر بعد، وكنت من المجموعه الأولى في الجزائر التي درست الأكسس، لكنني ندمت كثيرا على الوقت الذي ضاع والمال الذي أنفقته في دراسة هذه التقنية، لأنها سحر وشرك، والحمد لله الذي هداني إلى الطريق الصيح"، وأضافت:" "مؤسس هذه التقنية (غاري دوغلاس) لا ينكر أبدا أنه عراف ويتعامل مع الارواح، وأيضا أنه تلقى هذه التقنيه من روح الساحر الروسي "غريغوري راسبوتين" ويقولها عادي في دوراته، لكن في الجزائر يحاولون اخفاء هذا لكي لا ينفر الناس"

وفي الأخير، شدد الأخصائيون على إيقاف دورات مماثلة، لأنها لا تمد بأي صلة مجال التنمية الذاتية، كما أنها تمس بالعقيدة الإسلامية في مراحلها المتقدمة، وتدعوا للتحرر ليس فقط من الأفكار السلبية والمخاوف الذي صادفت الأفراد في حياتهم، إنما تدعوا أيضا للتحرر من المعتقدات الدينية والخضوع للكون لا لرب الكون.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد