أعلنت الوكالة الوطنية للدراسات و مُتابعة إنجاز الإستثمارات في السكك الحديديّة ، عن إحراز تقدّم في إنجاز مشروع الخط السككي المنجمي الشرقي من عنابة إلى بلاد الحدبة على مسافة 422 كلم ، المخصص لنقل ثروات الفوسفات المدمج و تصديرها إلى خارج الوطن ، في إطار تحقيق الإكتفاء الذاتي و توجيه الفائض من الإنتاج نحو التصدير للحصول على العملة الصعبة، بعد أن كان تأمين هذه المادة ينهك الخزينة العمومية في السنوات القليلة الماضية بسبب اللجوء إلى الاستيراد لتأمينها. وكشفت الوكالة ذاتها في منشور لها ، أنّه تمهيداً لإطلاق مشروع الفوسفات بأقصى شرق الوطن ، تتسارع وتيرة عصرنة و ازدواجية الخط المنجمي الشرقي من ولاية عنابة إلى منجم " بليد الهضبة" أو ما يُعرف ب " بلاد الحدبة" أكبر المناجم في الشرق الجزائري و أحد أكبر احتياطيات الفوسفات في الجزائر حيث يقدر الاحتياطي بحوالي 800 مليون طن من خام الصف 15 ٪ من فصيلة P₂O₅. و بحسب مراجع وكالة آنسريف ، فإنّ أشغال الإنجاز الموزعة على ثلاثة مقاطع ، تعرف نسبة متقدّمة خاصة على مستوى المقطع الجنوبي الرابط بين جبل العنق ووادي الكبريت على مسافة 177 كلم، كما أحرزت أشغال المشروع الجديد لربط بلاد الحدبة وإنجاز الخط الإجتنابي لمدينة تبسة على مسافة 66 كلم تقدّماً ملحوظاً .
أما بخصوص المقطع الشمالي الرابط بين عنابة وبوشقوف مسافة 54 كلم ، يعرف هو الآخر ، وتيرة مُتسارعة لاسيما ما تعلق بأشغال فتح الرواق وبناء المنشآت الفنية على مستوى أقاليم ولايات عنابة، الطارف وڨالمة.
ويشهد المشروع إجمالا ، حالة تأهب قصوى وتعزّيزات كبيرة مع حشد لجميع الوسائل المادية والبشرية ، تقف عليها الوكالة الوطنية للدراسات و مُتابعة إنجاز الإستثمارات في السكك الحديديّة ، باعتبارها صاحبة المشروع ، التي تشتغل على تسريع وتيرة الأشغال على مستوى هذا الخط الإستراتيجي الذي تعوّل كثيرا عليه السلطات العمومية لتلبية احتياجات النقل لمشروع الفوسفات المدمج ، بالإضافة إلى ضمان إنسيابية أكبر لقطارات المسافرين والبضائع بين ولايات عنابة، ڨالمة، سوق أهراس وتبسة ، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية بالإسراع في ربط جميع مناطق البلاد وإعطاء دفع جديد للديناميكية التجارية والإقتصادية وللتنقل على المستوى الوطني، بحيث تراهن الدولة على البرنامج الوطني الخاص بالسكك الحديديّة، لإعطاء هذه الوسيلة في الجزائر بعداً قارياً من خلال ربط أهم الموانئ الجزائرية بالمناجم و المصانع الكبرى.
ويرتقب الانطلاق الفعليّ في أشغال فتح المنجم في أكتوبر القادم ، حيث سيُشرع في إنجاز المركب النهائي لهذا المشروع، أمام الوتيرة المُتسارعة التي تعرفها أشغال إنجاز الخط السككي المنجمي ، وتبلغ القيمة الإستثمارية لمشروع الفوسفات المدمج في بلاد الحدبة في منطقة جبل العنق في ولاية تبسة، نحو 07 مليار دولار أمريكي، بشراكة جزائرية صينية “ووهان وتيانين”، وسيكون إنجاز هذا المشروع الإستراتيجي على مرحلتين، بحيث تتكون كل مرحلة من أربع (04) سنوات، وفي سنة 2032 تكون الجزائر قد استكملت إنجازها الكامل للمشروع .
ويتضمن هذا المشروع في مرحلته الأولى، إستخراج (05) مليون طن من الفوسفات سنويًا ، في موقع أولاد الحدبة، في ولاية تبسة لمعالجته والحصول على (03) مليون طن من الفوسفات المعالج، ليتمّ بعد ذلك تحويله الى مركب واد الكبيت في ولاية سوق أهراس، لإنتاج الأسمدة، وذلك انطلاقا من أواخر سنة 2027 ، فيما ستنطلق المرحلة الثانية من المشروع، مباشرة خلال سنة 2028، حيث سيتمّ الشروع في إستخراج (05) مليون طن أخرى سنويًا ، لإنتاج (03) مليون طن من الفوسفات المعالج، وتحويله أيضا الى مركب التحويل في واد الكبريت لانتاج الاسمدة، على أمل الوصول في غضون 2032 إلى إنتاج (06) مليون طن.
عائدات إقتصادية ضخمة ..
ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في خلق ما يقارب 12 ألف منصب شغل خلال مرحلة الإنجاز، و حوالي 6 آلاف منصب عمل مباشر و 24 ألف منصب شغل غير مباشر في مرحلة الإستغلال. و معلوم أن الحكومة انتقلت إلى السرعة القصوى لبعث تطوير شبكة السكك الحديديّة ، بعد ضخ حياة جديدة في مشاريع عملاقة ظلت نائمة طيلة عقود وانطلاقها في عمليات الإنتاج على غرار منجم حديد غارا جبيلات، أقصى الجنوب الشرقي ومشروع استخراج الفوسفات في ولاية تبسة، إضافة إلى مشروع استخراج الزنك والرصاص في أميزور بولاية بجاية، وكان من الضروري تطوير شبكة السكك الحديديّة لإستغلال هذه المشاريع ونقل المنتج إلى الشمال وتسويقه إلى خارج البلاد. وبحسب أرقام رسمية ، تتوافر الجزائر حالياً على شبكة من السكك الحديديّة طولها 4200 كلم ومن المرتقب أن تصل إلى نحو 12500 كلم في آفاق 2030 بفضل ورشات ضخمة أطلقت لإنجاز خطوط جديدة وعصرنة أخرى، لا سيما في الهضاب العليا والجنوب الكبير وهي مناطق غابت عنها مشاريع كهذه لفترة طويلة
