
سجّلت مصالح الحماية المدنية في المدن الشاطئية الجزائرية ، ما لا يقل 5 حالات غرق مميتة في " الشواطئ الصخرية غير الآمنة " ، التي تمنع السباحة فيها كونها تعتبر خطرة على سلامة المصطافين، وتتضمن مسارات صعبة.
وكشفت وحدات الحماية المدنية في مستغانم ، بجاية ، وهران ، عنابة و تيبازة عن حالات غرق راح ضحاياها شبان لاتتجاوز أعمارهم ال 25 سنة ، بحيث تمّ انتشال جثة غريق من جنس ذكر يبلغ 17 عاما في شاطئ صبلات بمزغران في مستغانم و تسجّيل حالة غرق مميتة في شاطئ " الحماديين" ببجاية " في ظروف مناخية صعبة ، جرى انتشال جثة الصريع 22 عاما بعد الاستعانة بفرقة الغطس مشكلة من 8 غطاسين وزوارق نصف صلبة لإتمام العملية .
كما أسفرت جهود الحماية المدنية عن انتشال جثة غريق يبلغ 17 عاما بالمكان المسمى الشاطئ الكبير ببلدية مرسى الحجاج في وهران.
وتوصف الأرقام الأخيرة في أقل من 72 ساعة في شواطئ صخرية تُمنع السباحة فيها ، بالمقلقة ، بينما تكثف مصالح الحماية المدنية حملات التحذير والتوعية، وتتخذ إجراءات رادعة أحياناً بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والبلديات، تشمل إغلاق الممرات الموصلة إلى هذه الشواطئ في محاولة لمنع وصول الأشخاص إليها، وبالتالي تقليص حالات الغرق.
وتعكس زيادة أعداد الحوادث تهوّر بعض الشبان في استعراض قوتهم ومهاراتهم في تلك الأماكن التي يتجنّبها عامة الناس، وإصرارهم على إظهار ثقتهم الزائدة بأنفسهم ما يؤدي في بعض الحالات إلى نهايات حزينة، سواء بالموت أو التعرّض لإصابات خطرة أو عاهات دائمة. على الشاطئ الصخري " سيدي مروان" في تنس ( الشلف) يتجمع عدد من الشبان فوق الصخور، ويصطفون للقفز إلى مياه البحر من ارتفاع قد يزيد عن 30 متراً، ويطلقون صيحات التحدّي .
تهور ومجازفة..
ورغم حوادث الغرق المتكررة في شاطئ " سيدي مروان " ، إلا أنه يعتبر وجهة مفضلة لدى كثير من الشبان القادمين من ولايات الشلف ، تيبازة ، البليدة ، خلال موسم الاصطياف لاستعراض مهاراتهم في الغطس وإبراز تفوقهم على رفاقهم، ما يمنحهم الشعور بالتميز والمتعة والإثارة.
وحذرت السلطات العمومية في الولايات الساحلية تحديداً ، من ممارسة القفز في شواطئ صخرية بسبب عدم وجود مراكز حراسة ومراقبة، وصعوبة وضع وحدات للتدخل والإنقاذ في الخدمة، وأيضاً بسبب ارتفاع الصخور في بعض الشواطئ وعمق المياه ، فالمنقذ مثلا لا يمكنه ضمان حماية جميع المصطافين الذين يسبحون في الأماكن غير الآمنة، وأقصى ما يمكنه القيام به هو إنقاذ حياة شخص واحد من الموت من أصل 5 أشخاص .
وبرأي المُختصين في الاستعجالات الطبية ، فإنّ الإرتطام بقاع البحر يتسبب في وقوع الكثير من حوادث الوفاة بسبب غير مقصود، الأمر الذي يتطلب الحيطة والحذر من لدن المصطافين في الشواطئ ذات المرتفعات الصخرية .
ويقصد المئات من الشبان الجزائريين ، شواطئ تيبازة ، سكيكدة ، الشلف ، جيجل وبجاية لممارسة هواية القفز، ونشر لقطات مصوّرة في منصات التواصل الإجتماعي .
في هذا السياق ، أطلقت السلطات العمومية في الجزائر ، توصيات وتحذيرات واسعة ، تدعو إلى تجنّب الشواطئ غير المُراقَبة والإلتزام بمناطق السباحة المحدّدة واحترم إشارات الإنذار مع استشارة المنقذين أو أعوان الحراسة قبل السباحة ، بدليل أنّ السباحة في الأماكن المُصنَّفة في خانة " خطر " ، وتسجل فيها سنوياً أكبر نسبة من حالات الغرق، نظرا لتميزها بالعمق والتدرّجَات الحادة والتيارات المائية غير المرئية.