هبّة استثنائية و إشادة واسعة ..جسر جوي من الجزائر لإغاثة متضرري زلزال تركيا و سوريا

دشّنت الجزائر جسرين جويين لتقديم المساعدات العاجلة إلى تركيا وسوريا، ومواجهة تداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع فجر أمس الإثنين وراح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والنازحين، في ظل صعوبات تواجهها عمليات الإنقاذ.

ولقيت الهبة الجزائرية المبكرة إشادة كبيرة من سلطات البلدين المتضررين، وزخما استثنائيا ميّزه التفاعل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

الجزائر أوّل المستجيبين

وسارعت الجزائر إلى تقديم المساعدات اللازمة إلى كل من تركيا وسوريا، وإرسال فرق الإنقاذ بعد سلسلة الزلازل التي ضربت وسط وجنوبي وشرقي تركيا وشمالي سوريا.

و بينما تعهد رئيس الجمهورية بتقديم الإمدادات الإغاثية العاجلة التي تحتاجها كل من تركيا وسوريا لمواجهة آثار تلك الكارثة المروعة، أعلنت وزارة الخارجية تشكيلها خلية أزمة مؤكدة أنها تتابع عن كثب وضع الجالية في البلدين.

وفي هذا الإطار ، أجرى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع نظيره السوري بشار الأسد، جدد له فيها باسمه وباسم الشعب الجزائري تعازيه الخالصة في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.

وجاء في البيان: "أجرى اليوم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مكالمة هاتفية مع أخيه بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، جدد له فيها باسمه وباسم الشعب الجزائري تعازيه الخالصة، في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، مؤكدا له وقوف الجزائر ومساهمتها في التخفيف من هذه المحنة على الشعب السوري الشقيق".

ومن جهته، "شكر الرئيس السوري أخاه السيد رئيس الجمهورية على موقفه الأخوي النبيل المتضامن، معربا عن تقديره الكبير للتضامن المتأصل في الشعب الجزائري، لاسيما وأن الجزائر أول من استجاب لنداء المساعدة، مؤكدا بذات المناسبة أن سوريا تدرك في مثل هذه الظروف مواقف وخصال الشعب الجزائري ولن تتردد في طلب أي مساعدة من الشقيقة الجزائر".

وهذه المكالمة الثانية التي يجريها الرئيس بعد تواصل هاتفي مع الرئيسين السوري والتركي يوم أمس ،حيث قدم لهما التعازي وأعلن استعداد الجزائر تقديم المساعدات اللازمة.

جسر جوي

وأشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد، مساء أمس بالقاعدة الجوية ببوفاريك، على عملية إرسال 210 طن من المساعدات الإنسانية نحو سوريا وتركيا بعد الزلزال العنيف الذي ضرب البلدين في الساعات الأولى من صباح أمس.

وبأمر من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تمت عملية شحن وإرسال هذه المساعدات الإنسانية بحضور المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي، وذلك في إطار الاستجابة الإنسانية العاجلة للتكفل بالمتضررين من الزلزال المدمر.

و تتكون هذه الشحنة من 115 طن من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والخيم موجهة الى سوريا، إضافة إلى شحنة مساعدات ثانية تتكون من 95 طن موجهة نحو تركيا، كما توجهت فرقة من أعوان الحماية المدنية من مختلف الرتب بتعداد 86 عون و ضابط باتجاه سوريا.

وفي تصريح للصحفيين خلال إشرافه على هذه العملية التضامنية أكد مراد "حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على أن تكون الجزائر في طليعة الدول التي تقدم يد المساعدة إلى الشقيقتين سوريا وتركيا"، موضحا أن "رئيس الجمهورية أمر بوضع كل الترتيبات اللازمة لأن تكون فرق الحماية المدنية الجزائرية من أولى الفرق التي تصل إلى المناطق المتضررة لتقديم يد المساعدة للمنكوبين".

و تابع يقول "أعوان الحماية المدنية مطالبون بالشروع في عملهم الميداني فور وصولهم إلى الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن " الهلال الأحمر الجزائري مجند لتقديم الدعم اللازم لأشقائنا المنكوبين".

كما نوه مراد بالمناسبة بجهود الجيش الوطني الشعبي منذ الساعات الأولى للكارثة الرامية إلى إنجاح هذه المهمة الإنسانية.

خلية أزمة

وبالموازاة شكلت مصالح وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، خلية أزمة وأعلنت أنها تتابع عن كثب وضعية أفراد الجالية الجزائرية المتواجدة في تركيا و سوريا على إثر الزلزال العنيف الذي ضرب البلدين حسب ما أفاد به بيان للوزارة.

وجاء في البيان أنه على إثر الزلزال العنيف الذي ضرب "مناطق في جنوب الجمهورية التركية وشمال الجمهورية العربية السورية، تعلن وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أن مصالحها تتابع عن كثب وضعية أفراد الجالية الجزائرية المتواجدة في هاتين الدولتين من خلال خلية الأزمة التي وضعت لهذا الغرض وعبر التنسيق الكامل مع سفارتي الجزائر في كل من دمشق وأنقرة وقنصليتها العامة بإسطنبول".

وأهابت الوزارة بالجزائريين المتواجدين بهذين البلدين إلى مراعاة تعليمات السلامة والحذر الصادرة عن السلطات المحلية بهاتين الدولتين، حيث دعت الرعايا الجزائريين على البقاء في تواصل دائم مع مصالح سفارتيها في كل من أنقرة ودمشق وكذا مصالح القنصلية العامة الجزائرية في اسطنبول.

إشادة بالهبة الجزائرية

وفيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالإشادة بالهبة الجزائرية المبكرة، أعلن التلفزيون السوري أن "الجزائر أول دولة تستجيب لنداء الإغاثة الدولية في سوريا".

وثمن التلفزيون السوري سرعة تحرك السلطات الجزائرية  "لإغاثة المتضررين من كارثة الزلزال العنيف"، كما نقلت وكالة الأناضول التركية أيضا ما قالت أنه " إلتفاتة جزائرية عاجلة لمساعدة تركيا في عمليات البحث والإنقاذ في الساعات الأولى من الزلزال".

وأثنت مواقع التواصل على ما اعتبرته "خبرة واسعة للفرق الجزائرية وفاعلية انتشارها بسرعة لدعم جهود البحث والإنقاذ التركية و السورية وتنسيق المساعدات الأخرى التي قد يحتاجها الأشخاص المتضررون من الزلازل، بما في ذلك الخدمات الصحية أو مواد الإغاثة الأساسية".

من جهتها، أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي، أن الفرقة المتوجهة إلى سوريا تتكون من أزيد من 40 متطوعا ومتكونا في الإسعافات الأولية، مشيرة إلى أن التواصل قائم مع الهلال الأحمر السوري والهلال الأحمر التركي لرصد الاحتياجات الحقيقية للبلدين".

بدوره نوه السفير السوري بالجزائر، بالهبة التضامنية التي بادرت بها الجزائر اتجاه بلده في هذا الظرف الصعب، مؤكدا أن الأمر "ليس بالغريب و لا بالجديد عن بلد يربطه بسوريا  تاريخ مميز وعلاقات أخوية عريقة".

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد