
البلاد - لطيفة.ب - أفضى توقيف بائع مواد غذائية وهومزدوج الجنسية جزائرية مغربية اتخذ من محله التجاري الكائن بنواحي ولاية بومرداس مصدرا لتموين الجماعات الإرهابية التي تنشط عبر محور بجبال الأخضرية، البويرة، خميس الخشنة وبومرداس لصالح ما يعرف بـ "جند الخلافة" تحت لواء ما يسمى بتنظيم "داعش"، أفضى إلى الكشف عن نشاط خلية كانت تخطط لاستهداف شخصية بارزة من خلال توقيع تفجير بمنطقة بنواحي ولاية البليدة، ما مكن مصالح الأمن من توقيف 13 متهما فيما لا يزال اثنان في حالة فرار.
وتم الكشف عن نشاط المتهم مطلع شهر ديسمبر لعام 2014، بناء على معلومات بلغت مصالح الشرطة القضائية في إطار مكافحة الإرهابية تفيد بوجود نشاط مشبوه لبائع مواد غذائية بنواحي بومرداس، وهومزدوج الجنسية الجزائرية المغربية، مع الجماعات الإرهابية التي تعمل لصالح ما يسمى بـ "جند الخلافة" المتمركزة بجبال الأخضرية، البويرة، خميس الخشنة وبومرداس تحت لواء الدولة الإسلامية في بلاد المغرب والشام "داعش"، وهو يقوم بمعية سائق أجرة بتموين الجماعات الإرهابية بالمؤونة ومختلف متطلباتهم، كما أنه وشريكه تمكنا من تزويد الجماعات الإرهابية بالمواد المتفجرة التي استخدمها الإرهابيون في تنفيذ عمليات تفجير منطقة بولاية البليدة لقتل شخصية بارزة هناك.
وعلى إثر هته المعلومات عززت مصالح الأمن تحرياتها ما استلزم وضع أرقام هواتف المشتبه فيهما تحت المراقبة، ليتضح أن (ب.أ) و(ع.ع.و) أجريا عدة مكالمات مع الإرهابي المدعو"تسامدة" الذي التحق بالجماعات الإرهابية فور مغادرته المؤسسة العقابية واستنفاد عقوبته عن متابعته بقضية تتعلق أيضا بالنشاط الإرهابي. وأوردت التحريات أن المشتبه فيهما تنقلا للقاء ذات الإرهابي بمناطق متفرقة أبرزها منطقة "بوكرمة" بجبال الأخضرية، ما استلزم اتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية اللازمة وبعد إذن من وكيل الجمهورية لتمديد الاختصاص تم التنقل إلى محل تجارة المشتبه فيه الرئيسي وبتفتيشه عثر به على كيس أسود يحوي ملابس رجالية منها قمصان وسترات وأحذية، فضلا عن أزيد من 60 شريحة هاتف نقال لمتعاملين مختلفين، ليتم توقيف المتهم الرئيسي بمعية سائق الأجرة و9 متهمين آخرين ليحالوا على ذمة التحقيق فيما يبقى متهمان آخران في حالة فرار.
وخلال مجريات التحقيق، أفاد المتهم الرئيسي بأنه خلال سنوات التسعينيات دخل مصحة استشفائية للأمراض العقلية بعد معاناته مع مرض عقلي ثم غادرها بعد تماثله للشفاء، ليلج المؤسسة العقابية بعد تعديه ضربا على شخص وإصابته بعاهة مستديمة أفقدته البصر، وخلال قضائه عقوبته تعرف على الإرهابي المسمى "تسامدة" الذي طلب منه مساعدة الجماعات الإرهابية وتزويدها بمختلف متطلبات عناصرها، كما طلب منه حث الأشخاص على الانتماء إلى النشاط الإرهابي، وهو ما شرع فيه فور استنفاد عقوبته، ليستعين بسائق أجرة ويطلب منه مساعدته في التنقل عبر مختلف المعاقل الإرهابية، حيث رافقه في مختلف تنقلاته بالأخص نحو منطقة "بوكرمة" بجبال الأخضرية حيث التقيا هناك عددا من الإرهابيين وهم يحملون أسلحة رشاشة من نوع "كلاشينكوف"، كما التقى الإرهابي "تسامدة"، غير أنه فنّد نقل أو دعم الجماعات الإرهابية بالمواد المتفجرة التي خطط بموجبها لتنفيذ عمليات تفجيرية بناحية البليدة.
واستنادا إلى تصريحات المتهم تم توقيف شريكه سائق الأجرة وهو عامل سابق بوكالة سياحية، الذي اعترف بمساعدته والمتهم الأول للجماعات الإرهابية وتموينهم وكذا تنقله رفقته للقاء الإرهابي "تسامدة"، كما كشف أنه كان يحوز شريحة هاتف يستغلها للاتصال بالإرهابي غير أنه أتلفها فور بلوغه نبأ توقيف المتهم الأول، ومكن التحقيق مع المتهمين من توقيف 9 متهمين فيما لا يزال اثنان في حالة فرار، وقد نسبت للمتهمين جناية إنشاء والانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، جناية تشجيع والتموين والإشادة بأعمال إرهابية مسلحة، التي مثلوا لأجلها للمحاكمة، غير أنهم وبمثول المتهمين الـ 13 للمحاكمة تراجعوا عن سابق اعترافاتهم حيث استمرت مجريات محاكمتهم إلى ساعات متأخرة.