قدم بقاعة الأوبرا بوعلام بسايح بالجزائر، العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي "مسدس مانديلا" للمخرج البريطاني "جون إيرفين" والمخصص في معظمه للتكوين العسكري لرمز مقاومة الابارتايد في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، حيث يروي الشريط على مدى 90 دقيقة الذي شاركت في إنتاجه الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي محطة هامة من نضال نيلسون مانديلا الذي جال عددا من البلدان الإفريقية من أجل تكوين الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي (حربة الأمة). ويعرض الفيلم شهادات فاعلين تاريخيين ممن عرفوا مانديلا في تلك الحقبة ورفاق ماديبا الذي جسده الممثل الجنوب إفريقي توميشو ماشا.
ويستحضر الشريط محطات قائد حربة الأمة التي قادته أولا إلى الجزائر غير بعيد عن الحدود المغربية، حيث وقف مانديلا على بشاعة عنف الجيش الاستعماري الفرنسي والتقى بضباط جيش التحرير الوطني الذين أبرزوا أهمية النضال السياسي، إلى جانب الكفاح المسلح. في هذا المشهد الوجيز المخصص للمحطة الجزائرية، حيث تقمص الفنان الجزائري خالد بن عيسى شخصية مسؤول تاريخي لم يأت الشريط بأي توضيح حول إقامة مانديلا بالجزائر.
وتواصلت الرحلة إلى إثيوبيا، حيث تلقى مانديلا تدريبا عسكريا ولقن كيفيات الإشراف على حرب العصابات إذا كان يسعى للتركيز على عمليات التخريب دون وقوع ضحايا وقد تلقى خلالها دعم الإمبراطور الإثيوبي هايلي سيلاسي. كما وثق الفيلم لتدريب وحدات مانديلا في بلدان إفريقية أخرى قبل العودة إلى مسار عودة الزعيم إلى جنوب إفريقيا في أوت 1962 بعد نشاط سري دام 17 شهرا ليتوقف عند توقيفه والقبض على عدد من قادة المؤتمر الوطني الإفريقي ثم الحكم عليه بالسجن المؤبد. حضر العرض الأولي للوثائقي كل وزير الثقافة عزالدين ميهوبي ووفد جنوب إفريقي وأعضاء من الحكومة وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وقد نظم العرض في إطار الأسبوع الثقافي لجنوب إفريقيا في الجزائر الذي انطلقت فعالياته يوم الجمعة ويتواصل إلى غاية يوم الجمعة القادم.